في الواجهةمقالات قانونية

التطرف الديني والسياسي: الأسباب واستراتيجيات المكافحة

 

التطرف الديني والسياسي: الأسباب واستراتيجيات المكافحة

Religious and Political Extremism: Causes and Control Strategies

نبيل سديري Nabil Sdairi

باحث بسلك الدكتوراه

جامعة الحسن الأول كلية الحقوق سطات- المغرب

nabilsdairi@gmail.com البريد الالكتروني 

ملخص:

         التطرف الديني هو مجاوزة حد الاعتدال في السلوك الديني فكرا أو عملا أو الخروج عن مسلك السلف في فهم الدين والعمل به سواء بالتشدد أو التسيب والتفريط، وأن التطرف الديني لا يرتبط بدين بعينه فكل دين ظهر كان من بين أتباعه ناس متشددون وآخرون معتدلون، والأصولية ظاهرة ليست بالحديثة بل ظاهرة عرفتها كل المجتمعات البشرية في التاريخ، بيد أنه في العصر الراهن وإزاء المشكلات المختلفة التي تعيشها الدولة الوطنية في العالم العربي وتوتر علاقاتها بالمجتمع والعالم، برز التطرف الديني ونتائجه العملية ممثلة في الإرهاب الذي أزهق مئات الآلاف من الأرواح في العقود الأخيرة كأحد التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات والدول المعاصرة مما يحتم عليها وضع استراتيجيات للحد من التطرف العنيف، التطرف قد يكون موجودا في المجال، فقد يكون رجل السياسة متسلطا لا يقبل الحوار أو الرأي الآخر، أو ترفض جماعية سياسية الحوار مع مخالفيها، وتتمسك بفكرة أو مجموعة أفكار صماء أو جامدة ويرتبط التطرف هنا بمحاولة أقلية جامدة فكريا أن تفرض رؤيتها وأسلوبها في التفكير على الأغلبية وهذا التطرف يولد مشاعر متزايدة من الإحباط والكبت السياسي وفقدان الثقة بين المشتغلين في هذا المجال.

الكلمات المفتاحية:

التطرف الديني، السياسي، التشدد، المجتمعات، التحديات، الاستراتيجيات.

Abstract:

Religious extremism is going beyond the limit of moderation in religious behavior in thought or action, or deviating from the path of the predecessors in understanding and acting on religion, whether through strictness or negligence and negligence, and that religious extremism is not related to a specific religion. In modernity, it is a phenomenon known to all human societies in history, however, in the current era and due to the various problems that the nation state is experiencing in the Arab world and the tension in its relations with society and the world, religious extremism and its practical consequences have emerged, represented by terrorism that has claimed hundreds of thousands of lives in recent decades as one of the major challenges That confronts contemporary societies and countries, which necessitates them to develop strategies to curb violent extremism. Extremism may be present in the field, the politician may be an authoritarian who does not accept dialogue or other opinion, or a political collective refuses dialogue with its opponents, and adheres to an idea or group of ideas that are deaf or rigid. Extremism is linked here with an intellectually rigid minority’s attempt to impose its vision and way of thinking on the majority.

key words:

political extremism, extremism, societies, challenges, strategies.

مقدمة:

أضحت قضية التطرف ظاهرة بارزة في المجتمع الإسلامي في العقود الأخيرة، واتخذت أبعاد دينية وسياسية ومجتمعية خطيرة، كانت لها عواقب وخيمة، ونتائج سيئة وانعكاسات سلبية على الأمة العربية والإسلامية بصفة خاصة، والإنسانية بصفة عامة، على جميع المجالات والميادين والأصعدة والمستويات، وقد أدت هذه الظاهرة غير الصحية إلى ظهور مجموعة من السلوكيات الشائنة غير الشرعية وغير المقبولة قانونيا مثل العنف والتعصب والإرهاب وزرع الفتنة وتهجير الساكنة الآمنة[1]، تمثل ظاهرة التطرف وما يرتبط به من عنف وإرهاب وترويع وجريمة منظمة، وما يستتبعه من خوف ورعب، وقتل وتدمير أصبح أهم سمات العالم المعاصر الذي نعيش فيه، ومن الظواهر التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة، وكثر حولها الجدل من قبل الكثير من العلماء والمفكرين، حيث أصبحت هذه الكلمة مصطلحا شائعا على ألسنة الناس وفي وسائل الإعلام.

ويتحدث معظم مفكري الغرب عن  ظاهرة التطرف والإرهاب وكأنها ظاهرة جديدة أبصرت النور في الستينات من القرن الماضي، وقبل هذا التاريخ كانت المجتمعات البشرية كافة تعيش في سلام ووئام، علاقاتها لا تقوم إلا على حسن الجوار وعلى احترام سيادة الدول وحقوقها وسلامة أراضيها، إلا أن هذه الظاهرة عرفتها المجتمعات البشرية قديما باعتبارها أحد أساليب العنف السياسي، لكن من يستعرض ما سرده المؤرخون حول تلك الظاهرة يؤكدون على أن بدايتها كانت من صنع اليهود الذين ناهضوا الحكم الروماني في القدس خلال الثلث الأول من القرن السابق على ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) عندما ظهرت خلال الفترة ما بين عامي (73 ، 66 قبل الميلاد) حركة دينية سياسية أطلق عليها اسم (حركة سيكارى) كان أعضائها من المتطرفين اليهود يتبعون أساليب غير تقليدية في مهاجمة الرومان، وقد نجحوا في اغتيال قادتهم وهدموا قصورهم وأحرقوا الوثائق والمكاتب العامة، وهاجموا مصادر المياه في القدس[2].

وقد وضعت الشريعة الإسلامية منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا أول تشريع قانوني متكامل يصور التطرف وما يتبعه من جرائم إرهابية، ويضع لها شروطها وأركانها بما يكاد يتفق مع الاتجاه الحديث نحو تعريفها، حيث حددت صورتين من صور الخروج على السلطة السياسية والنظام الاجتماعي في الدولة، وهما جريمتي البغي والحرابة، ولاشك أن التطرف والعدوان سلوك يظهر في سلوكيات كثير من البشر، ويرجع إلى عدة عوامل ودوافع تحركه، ومن الأهمية بمكان أن نستعرض تلك العوامل والدوافع التي تؤدي إلى التطرف والعنف والإرهاب، وأن نشير في هذا الموضع إلى الارتباط الوثيق بين التطرف والإرهاب، إذ أنهما حلقتان متصلتان، فالتطرف هو الذي يدفع صاحبه لارتكاب العامل الإرهابي، وقد قال علماء التربية أن كل عمل لابد أن تسبقه خطوات [العلم به، الاقتناع به]، ثم توجه الإرادة لتنفيذه، فالسلوك بغير واقع من رأي وعقيد تخبط، ومن هنا تأتي أهمية التعرض لمعنى التطرف ودوافعه ومستوياته والاستراتيجيات المعتمدة لمعالجته والحد منه من خلا ل هذه الدراسة نطرح الإشكالية التالية: ما مدى نجاعة الاستراتيجيات الوطنية والدولية للحد من التطرف الديني والسياسي.

وتتفرع عن الإشكالية سؤالين اثنين:

  • ما هي أسباب التطرف الديني والسياسي؟
  • ما هي الاستراتيجيات الوطنية والدولية للحد من التطرف؟

أهمية الموضوع تتجلى في كون التطرف بأنواعه يغزو الدول العربية والأجنبية وهو ما يشرعن للتقتيل والفوضى المسلحة التي تشهدها المنطقة العربية والإثنيات في بعض دول العالم كالأقليات المسلمة الروهنكا وغيرها.

الفرضية عدم جدوى الاستراتيجيات الوطنية الدولية والوطنية للحد من ظاهرة التطرف الديني والسياسي لعدم نجاعتها، والتطبيق الخاطئ للاستراتيجيات نظرا لوجود مصالح للإبقاء على الفوضى والتطرف داخل المجتمع وطوائفه وعرقياته.

فالتطرف الديني هو التشدد والزيغ والخروج عن الوسطية الاعتدال، والتطرف السياسي هو التشبث بأفكار متحجرة دون قبول الآخر تقوم عليها الأحزاب السياسية غير قابلة للتجديد والتغيير مع متطلبات العصر.

ونعتمد المنهج التاريخي لمعرفة التطرف عبر المراجل التاريخية والمنهج التحليلي لإبراز مواطن الخلل لوضع آليات واستراتيجيات للحد من ظاهرة التطرف العنيف داخل المجتمع الدولي عامة  والعربي خاصة

مقاربات نظرية لتحقيق التوازن داخل المجتمعات العربية وجب إتباع مقاربة إيديولوجية تقوم على التسامح والتضامن والتنمية المستدامة في مختلف المجالات وبين مختلف الطوائف الدينية والألوان السياسية.

هذا ما سنتطرق له في هذه الدراسة مع التحليل والتفسير من خلال محورين:

المحور الأول: أسباب التطرف الديني وسبل المكافحة

المحور الثاني: أسباب التطرف السياسي واستراتيجيات المكافحة

 

   المحور الأول: أسباب التطرف الديني وسبل المكافحة

التطرف الديني هو أحد أنماط التفكير الذي يتجه إلى التصلب على قيم ومعايير وممارسات ضد المجتمع والعالم وبهذا فالتطرف الديني فرديا أم جماعيا، مدعاة لإنتاج جميع وسائل النفي وفرض رؤى الإقصاء التي قد تنتهي إلى العنف والإرهاب بمبررات دينية من أجل الآخر المختلف. ويخطئ من يعتقد أن التطرف الديني يقتصر على دين بعينه أو على أنصار دين دون غيره، وذلك لأن الأديان والمعتقدات لم تخل من وجود بعض الأشخاص الذين يشذون ويتطرفون فكريا[3]، وإن كان هؤلاء المتطرفون الذين ينتمون لهذا الدين أو ذاك هم الاستثناء في القاعدة وليس الأصل لأن الأصل هو الاعتدال من وجهة نظر أتباع كل معتقد.

أولا: أسباب التطرف الديني

مما لا شك فيه أن الشريعة الإسلامية وسط بين الشرائع السماوية، والمسلمون حقا هم الأمة الوسط بين الأمم، وكذا أهل السنة والجماعة، أهل الاستقامة هم الوسط بين فرق الإسلام، قال سبحانه:” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” البقرة، الآية 143، فالأمة الوسط هي أمة العدل والقسط، تلك الأمة التي قوامها منهاج الاستقامة والسنة[4]، وقد خاطب الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بعدم إتباع من فرقوا دينهم، وأصبحوا جماعات متعددة متناحرة بقوله تعالى:”إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون”سورة النعام /الآية 159، بيد أن العديد من مجتمعات العالم المعاصر ودوله، إن لم تكن جميعها، تعيش حالة من التوتر والقلق الدائمين هذه الأيام بسبب تفشي ظاهرة التطرف واتساعها، ليس على المستوى الفردي فحسب بل وعلى المستوى المجتمعي والدولي أيضا، كما ازدادت حدة هذا التوتر والقلق في الآونة الأخيرة، لأن التطرف لم يعد يقبع في دائرة التنظير المجازي، وإنما خرج إلى حيز الوجود الواقعي، ومن ثم أصبح التطرف الفكري الركيزة الأساسية للولوج في دوامة العنف الذي نجم عنه الإرهاب الإجرامي بصوره المختلفة والمتعددة.

يعتقد بعض الذين يملكون فكرا غير معتدل أنهم ينتمون للدين الصحيح، وأن أي شخص يخالفهم هو غير مقبول بالنسبة لهم، لهذا يعطي هؤلاء لأنفسهم الحق بالاجتهاد في الكثير من القضايا الدينية، بينما هم في حقيقة الأمر غير مؤهلين لذلك[5]، ولم يبلغوا الدرجة العلمية والمعرفية التي تمكنهم من الاجتهاد، لذلك فإنهم يقومون مثلا بمحاسبة الآخرين على الفروع والنوافل وكأنها فرائض ينبغي القيام بها، ما يؤدي إلى تكفير هؤلاء الآخرين بنظر أصحاب الفكر غير المعتدل، على اعتبار أنهم مجتمع جاهل منحرف ولا يحتكم إل ما أنزل الله، الأمر الذي يدفع التكفيريين إلى فرض رأيهم وتصرفاتهم قهرا على من سواهم وبالتالي استباحة دمائهم وأموالهم من دون تردد.

والتطرف الديني هو مجاوزة حد الاعتدال في السلوك الديني فكرا أو عملا أو الخروج عن مسلك السلف في فهم الدين والعمل به سواء بالتشدد أو التسيب والتفريط، وأن التطرف الديني لا يرتبط بدين بعينه فكل دين ظهر كان من بين اتباعه ناس متشددون وآخرون معتدلون[6]، وهناك التعصب الديني الذي هو مرادف لمفهوم التطرف الديني، وللتمييز بين هذين المفهومين يمكننا تعريف التعصب الديني من خلال ثلاثة مظاهر وهي كالتالي[7]:

_ الإنسان المتعصب دينيا يشعر بأنه يمتلك الحق والحقيقة لكن غيره على خطأ.

_ ينظر إلى الآخرين المخالفين له بحقد وكراهية وازدراء.

_يتعامل مع الآخرين الذين يدينون بغير دينه بالإساءة والاعتداء على حقوقهم.

ولهذا نجد التعصب ولد العنف والإرهاب في مختلف أنحاء العالم، وباسم الدين تقام العمليات الإرهابية الأمر الذي جعل الدول الغربية تتهم الإسلام بأنه دين عنف ودين إرهاب.

وفي هذا السياق نجد “أحمد أبو الروس” في كتابه المعنون ب”الإرهاب والتعصب الديني”يشير إلى ذلك في قوله:”إن مظاهر التعصب تتمثل في استباحة الدماء واتهام الناس بالخروج عن الإسلام واتهامهم بالكفر والإلحاد”[8]، وفي حقيقة الأمر إن الدين الإسلامي ينبذ التطرف واستعمال أسلوب القوة والنهب والقتل، يعني أن الإرهابي ينافي القيم الدينية الإسلامية وهذا ما يدل على أن سبب انتشار ظاهرة الإرهاب تعود لأسباب أخرى قد تكون أسباب سياسية فيلجأ الإرهابي لاستخدام الدين لبلوغ وتحقيق مصالحه الشخصية ، وقد تكون أسباب اجتماعية كانتشار ظاهرة الفقر والبطالة في المجتمع التي تجعل الفرد إرهابيا، كما يمكن أن تكون أسباب نفسية كأن يعاني الإرهابي من مرض نفسي كحبه لارتكاب الجريمة.

والأصولية ظاهرة ليست بالحديثة بل ظاهرة عرفتها كل المجتمعات البشرية في التاريخ، بيد أنه في العصر الراهن وإزاء المشكلات المختلفة التي تعيشها الدولة الوطنية في العالم العربي وتوتر علاقاتها بالمجتمع والعالم ، برز التطرف الديني ونتائجه العملية ممثلة في الإرهاب الذي أزهق مئات الآلاف من الأرواح في العقود الأخيرة كأحد التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات والدول المعاصرة[9]، وبالتالي يجب بناء خطاب مضاد، يكون بمثابة درع إيديولوجي، قائم على احترام الآخر وعلى العقلانية والفكر النقدي، وينبغي أن يركز هذا الخطاب المضاد على الطابع المقدس للحياة وعلى أن الانتحار حرام في الإسلام، مع التشديد على قيم العقل والكرامة، عكس الخطاب الذي يدعو له تنظيم “داعش”، ويمكن استعمال العديد من الحجج والأفكار لتفكيك الخطاب “الجهادي”، فيما يخص أسطورة الخلافة، تجدر الإشارة أن الإسلام ذو طابع روحاني قوي،لا سياسي، على اعتبار أن الآيات التشريعية قليلة مقارنة بغيرها، ولا يعتبر الإسلام جنسية، بل دين سماوي وتجربة روحانية، أما بخصوص كون الخلاص والنجاة حكر على “الجهاديين”فقط، فالرد هو أن رحمة الله واسعة وتشمل الإنسانية جمعاء، بينما يتعين التخلص من فكرة المؤامرة واعتبار الذات ضحية عند مواجهة فكرة السلام ضد الغرب[10]، يفوق عدد رجال الدين في العالم الإسلامي 5 ملايين موظف، ويشكلون قوة مهمة من أجل تشجيع قراءة مستنيرة للإسلام،يكون تأثر الشباب كبيرا عندما يكون التعليم على يد أقرانهم، لذلك يجب أن يقوموا بأنفسهم بتصور مصفوفة جديدة من المعاني والنهوض بها وخصوصا نشرها بواسطة وسائل التبادل الحديث مثل الانترنت، وينبغي أن يعتمد في تبليغ هذا الخطاب المضاد على أساليب تواصل ملائمة وأن يصدر عن أطراف قريبة من المواطنين ويتبناه أشخاص من ذوي الشرعية حتى تتوفر فيه المصداقية.

  • عدم التلقي من العلماء الربانيين

العلماء الموثوقون الربانيون المشهود لهم بسعة العلم، وصحة العقيدة وسلامة المنهج ،والتقوى والخشية من الله عز وجل لهم أثر كبير في حياة الأمة سواء أفراد أو مجتمعات، ولذا من الواجب الرجوع إليهم والتلقي عنهم خاصة ما يشكل على الناس ويهمهم جميعا، وقد جاء تقرير هذا المعنى في قوله تعالى:” وإذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا”.النساء ،الآية 83.

قال قتادة رحمه الله في تفسير قوله تعالى:”ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم”.إلى علمائهم[11].

وقال مجاهد وعطاء رحمهما الله: هم أهل الفقه والعلم[12].

وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة أن يردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها”.[13]

ولا يخفى أثر العلماء الموثقين في ترسيخ معالم الوسطية والدعوة إلى الاعتدال، بخلاف إذا تصدى للعلم والفتوى غير المؤهلين ممن هم قليلي العلم، أو من أصحاب المنهج السقيم، أو أهل الأهواء والبدع والانحراف  الذين يريدون أن يخرقوا سفينة الأمة بأنواع من الأفكار المنحرفة غلوا أو تفريطا، فإتهم سيؤثرون على فكر العامة ، وسيكونون سببا لانحرافهم وفتنتهم، بل ترتب على ذلك القدح في العلماء الراسخين الثقاة وعدم احترامهم ولمزهم، بل لا يقيمون لهم وزنا[14]، وبه يتبين خطورة ترك الزمام لتلك المرجعيات المشبوهة التي تريد أن تضل الأمة عن سبيل الحق والاعتدال، ومكمن الخطورة أن هؤلاء يشتبهون بأهل العلم مما يلبس الأمور على الاغرار فلا يعرف الناصح من المضل، والصادق من الكاذب، والموثوق من المتهم، وأعظم ما يميز بين هذا وذاك هو نشر العلم الصحيح.

ولذا جاء عن ابن مسعود قوله :” عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه بذهاب أهله.وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع والتعمق وعليكم بالعتيق”[15].

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس.[16]

  • مخالفة منهج السلف في التلقي والاستدلال وفي التعامل مع النصوص الصحيحة الثابتة

فمنهج التلقي لديهم فيه خلل كبير إذ قبول النصوص وردها أو تأويلها  ليس وفق ضوابط وقواعد علمية التي حررها العلماء وأخذوا بها عبر العصور، وإنما حسب ما يتفق مع ما يرونه من أحكام وآراء،  وذلك عائد إلى أن تلقيهم العلم كان على من لا علم عنده، أو على أنفسهم فيما بينهم، ولم يكن على علماء مشهود لهم بالتمكن في العلم رواية ودراية، ويعرضون على التلقي من العلماء الراسخين في فلا يقتدون ولا يهتدون بهم، وهذا مخالف لما دلت عليه النصوص، إذ دلت تعظيم العلماء، والتوجه إلى سؤالهم، والصدور عنهم، قال تعالى:”اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.الأنبياء الآية 7.[17].

  • الجهل بالدين

وهو ضد العلم، والدين نفسه، والبيئة الجاهلة أو ضعيفة العلم هي المكان الخصب لنمو وانتشار الانحرافات الفكرية فيها، والجهل بحقيقة الدين من أهم الأسباب المؤدية إلى الانحراف الفكري بل هو في مقدمتها إذ كثي من آثاره ناتجة عن جهل بالدين، وقد قسم ابن القيم رحمه الله الجهل قسمان:” بسيط، وهو عبارة عن عدم المعرفة مع عدم تلبس بضد، ومركب وهو جهل أرباب الاعتقادات الباطلة”.[18]

ولخطورة الجهل نجد القرآن الكريم والسنة الصحيحة حافلين بالنصوص التي تحذر منه وتبين خطورته ، وتحث على العلم وتبين فضله، قال تعالى:” ولا تقف ما ليس ل كبه علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”.الإسراء الآية 36.

وقال تعالى:” قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون”الأعراف الآية 33.

والجهل هو سبب ظهور البدع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :”فمن ظهور الجهل ظهور الكلام في الدين بغير علم وهو الكلام بغير سلطان من الله وسلطان الله كتابه”[19].

والجهل من أخطر الأسباب المؤدية للغلو: ولما ذكر العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ غلو الخوارج بين أن سببه جهلهم بما دل عليه الكتاب والسنة، وأن هذا جرى في عهد النبوة، ثم قال:” فلا يبعد أن يجيء في آخر هذه الأمة من يقول بقولهم ويرى رأيهم”.[20]

  • تقديم الهوى وإتباع الظن

فإتباع الهوى والظن وتقديم العقل على النقل، ورد النصوص الشرعية الثابتة من عوامل الانحراف الفكري والمتأمل لحال أهل الفكر المنحرف يجد أن من أسباب انحرافهم هو: الهوى وما تميل إليه نفوسهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر نجد أن منهجهم يقوم على إتباع الظن[21].

  • التقليد الأعمى

ولا يخفى أن التقليد الأعمى سبب من أسباب الانحراف، وغشاء من الأغشية على العقل من الانطلاق والتدبر والتفكر، وقد بين سبحانه بأن التقليد الأعمى سبب من أسباب الانحراف العقدي، قال تعالى :”وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى رسوله قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون”المائدة، الآية 104.

  • الجهل بمقاصد الشريعة

وهذه المقاصد والغايات لا يدركها إلا الراسخون في العلم وأما غير الراسخ في العلم فيأخذ بجزئيات م النصوص، ويقول فيها برأيه، فيهدم كليات ويعطل مصالح عامة معتبرة، ومراعاة هذه المقاصد واجب حتى تكون الأعمال صالحة ومعتبرة شرعا.

قال الشاطبي:” النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعا، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عم المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، فقد يكون مشروعا لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف  ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك[22].

ومن صور الخلل في اعتبار المصالح والمفاسد ـ في هذا العصر ـ الدعوة من بعض الجماعات أو التنظيمات  إلى الاعتداء على مصالح  بعض الدول المعتدية، وعلى رعاياها، في بلادهم  وفي سائر الدول الإسلامية وغيرها ووصف ذلك بالجهاد، واعتقاد أن في ذلك تحقيقا لصالح الأمة، والحق أن في هذا من المفاسد، والمخالفات الشرعية، والتعارض مع مقاصد الشريعة ولاسيما مع النظر في واقع الأمة المسلمة اليوم مع أعدائها، ما يوجب القطع بحرمته. ومن ذلك الاعتداء على المعاهدين والمستـأمنين، واستبدال الأمن بالخوف في المجتمعات الإسلامية الآمنة وإراقة الدماء المعصومة، والإفساد في الأرض، ومنها التنفير من الإسلام[23]، وتهييج الأمم الكافرة، واتخاذهم من تلك الأعمال ذرائع يتسلطون بها على أهل الإسلام.

  • الأخذ بظواهر النصوص

دون فقه، ولا اعتبار لدلالة المفهوم، ولا قواعد الاستدلال، وال الجمع بين الأدلة، ولا اعتبار لفهم العلماء، ولا نظر في أعذار الناس. وهذا المنهج سب لصنوف من الانحراف والضلال، وأشد ذلك وأعظمه خطرا التكفير، والحكم بذلك على الأشخاص والجماعات والأنظمة، دون فقه أو تثبت أو اعتبار للضوابط الشرعية، وهو ما وقع فيه بعض الأفراد والجماعات في هذا العصر[24]، وبالجملة فإن الواجب مراعاة قواعد الاستدلال، برد المتشابه إلى الحكم، والمجمل إلى المبين، والجمع بين النصوص، واعتماد تفسير الصحابة رضي الله عنهم وفهمهم للنصوص، فهم قد عاشوا وقت تنزل الوحي،وأعلم باللغة ومقاصد الشرع، ثم آثار السلف الصالح أئمة الهدى الذين يقتدى بهم، بهذا يتوصل إلى الحق، وتحصل السلامة من الزيغ الظلال.

  • الغلو في الدين :

الغلو: وهو الزيادة عن المشروع، والتعمق في الشيء والتكلف فيه ،والإسلام دين الوسطية والاعتدال بين الغلو والتفريط، قال أبو عبيدة رحمه الله:” الغلو في العمل سيئة،والتقصير عنه سيئة والحسنة بينهما هو القصد”[25].

         ثانيا: المقاربة المغربية في دفع التطرف العنيف

إن المقاربة الشمولية التي تبناها المغرب منذ أحداث 2003، أبانت عن جدواها إذ تشمل إعادة هيكلة الحقل الديني، وفي هذا الإطار أعيد ترتيب القطاعات المشرفة عليه وإحداث أخرى مع توزيع وتوضيح المهام القطاعية:

  • إحداث مديرية المساجد؛
  • إحداث مديرية للتعليم العتيق؛
  • هيكلة المجلس العلمي الأعلى (22 أبريل 2004)؛
  • إحداث الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء(22 أبريل 2004)؛
  • إعادة هيكلة رابطة علماء المغرب بالرابطة المحمدية لعلماء المغرب(30 أبريل 2004)؛
  • خلق إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم(16 أكتوبر 2004)؛
  • إطلاق قناة محمد السادس للقرآن الكريم والموقع الإلكتروني لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية(2 نونبر 2005)؛
  • إعادة تنظيم مؤسسة دار الحديث الحسنية لتصبح معهد دار الحديث الحسنية (24 غشت 2005)؛
  • تأسيس مركز تأهيل وتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات 2005/2006؛
  • إحداث المجلس العلمي المغربي بأوربا(6 نونبر 2008)؛
  • إطلاق خطة ميثاق العلماء(29 أبريل 2009)؛
  • إحداث مؤسسة محمد السادس لطبع المصحف الشريف سنة 2010؛
  • إحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين سنة 2010؛[26]

كما تم إرساء أسس الحكامة الديمقراطية، وخاصة ترأس حزب إسلامي معتدل للحكومة المغربية وتجاوز إشكالية ما سمي بالربيع العربي بعد انتخابات أكدت جميع الأحزاب المشاركة فيها نزاهتها بالمقابل مع ما سبق، كما تم إعادة تدبير المجال الأمني، عبر إعادة هيكلة المديرية العامة للأمن الوطني، وإحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حيث ارتبطت عمليات المتابعة سواء للجريمة المنظمة أو الحركات الإرهابية بإطار قانوني وقضائي، يشكل فيه الأمن إطارا مرحليا وتدبيرا للاستباق وإلقاء القبض كما أن هناك ترتيبات استخباراتية مسبقة وتجارب مهمة في نفس النطاق.

علاوة على مختلف الورشات التي أطلقها الملك في مجالات الإصلاح القضائي، ومحاربة التهميش الاقتصادي والاجتماعي، ناهيك عن تبني المغرب لسياسة الإقلاع الاقتصادي من خلال تحويل مختلف جهات المغرب إلى محطات لجذب الاستثمارات، أما إذا ما أخذنا الحقل الديني نجد أن مقومات إعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب تم من خلال تعزيز دور إمارة المؤمنين، المؤسسة العريقة التي تمنح للمغاربة عمقا تاريخيا للاستقرار والأمن الروحي وتنزع عن المتشددين أية شرعية دينية في خطابهم السياسي المتأدلج بلغة الدين، فما يميز المغرب في تدبير الحقل الديني عن غيرها داخل النسيج العربي الإسلامي العام، هي أنها مقاربة لا تعنى بمضمون العقيدة الدينية فقط، بل شملت أيضا التركيز على المذهب الأشعري المالكي المعتدل، شمل أيضا حقل تنظيم مراكز التعبد، ثم الاهتمام بالفاعلين الدينيين من أئمة ومرشدين بإعادة تأهيلهم، وكذا إدماجهم داخل سلك الوظيفة العمومية، بما يجعل المؤسسة الدينية بالمغرب تتبنى مفهوم الأئمة المعتمدين، ومن تم تقطع الطريق على ظاهرة التطوع في تدبير المساجد[27].

         كان هذا فيما يتعلق بأسباب التطرف الديني المتعددة التي تأتي نتيجة قلة العلم والجهل بالدين وإتباع الهوى والتشدد في تطبيق الأحكام الشرعية، بالإضافة إلى التدابير المعتمدة من قبل المغرب في الحقل الديني للحد من التطرف وباعتبار إمارة المؤمنين أحد الركائز الدستورية التي تبنى عليها الدولة، ويعتبر المغرب نموذجا في التسامح بين الأديان والطوائف وتم تصدير هده التجربة للدول الإفريقية التي تربطها بالمغرب علاقات روحية وكذلك الدول الأوربية بإرسال بعثات الأئمة والمرشدين الدينيين وبناء المساجد في أوروبا، لكن ماذا عن التطرف السياسي هذا ما سنتطرق له في المحور الثاني.

المحور الثاني: أسباب التطرف السياسي واستراتيجيات المكافحة

           التطرف يكون موجودا في المجال السياسي، فقد يكون رجل السياسة متسلطا لا يقبل الحوار أو الرأي الآخر، أو ترفض جماعة سياسية الحوار مع مخالفيها، وتتمسك بفكرة أو مجموعة أفكار صماء أو جامدة ويرتبط التطرف هنا بمحاولة أقلية جامدة فكريا أن تفرض رؤيتها وأسلوبها في التفكير على الأغلبية وهذا التطرف يولد مشاعر متزايدة من الإحباط والكبت السياسي وفقدان الثقة بين المشتغلين في هذا المجال.

أولا: أسباب التطرف السياسي

إن عوامل الدفع هي ظروف أو مظالم تخلق شعورا بالإحباط والتهميش وعدم التمكين مما يشجع الناس على البحث عن سبل لعلاج بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الانضمام إلى الجماعات المتطرفة أو اعتناق وجهات نظر متطرفة عنيفة عن العالم، قد تشمل هذه العوامل القضايا الهيكلية[28]، مثل” الاختلالات الديمغرافية أو الفقر أو عدم المساواة أو التمييز أو البيئات المستقطبة والمجتمعات الانتقالية[29]، هناك مجموعة من عوامل الدفع المحتملة، والتي تحتوي على قائمة من سبعة دوافع سياسية للتطرف العنيف من تقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تتمثل في :

  • الحرمان من الحقوق السياسية الأساسية “الإقصاء السياسي”والحريات المدنية؛
  • الأنظمة الشديدة القمعية والتي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان؛
  • استحكام الفساد وانتشار الإفلات من العقاب بالنسبة للنخب المترابطة مع بعضها؛
  • وجود ملاذات آمنة أو مناطق تخضع لسيطرة حكومية سيئة أو في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة؛
  • النزاعات المحلية القائمة من قبل والممتدة والعنيفة التي يمكن استغلالها من قبل منظمات متطرفة عنيفة تسعى إلى الدفع بأجندة خاصة بها؛
  • رعاية الدولة للجماعات المتطرفة العنيفة؛
  • أنظمة فقدت مصداقيتها ولديها معارضة ضعيفة أو غير موجودة؛ [30]

بالإضافة إلى قائمة تضم ثمانية دوافع تم تحديدها في تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP)، وتتمثل في:

  • دور وتأثير السياسة العالمية؛
  • الإقصاء الاقتصادي والفرص المحدودة للترقي الاجتماعي؛
  • الإقصاء السياسي وتقلص الفضاء المدني؛
  • عدم المساواة والظلم والفساد وانتهاك حقوق الإنسان؛
  • خيبة الأمل بالنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛
  • رفض التنوع المتنامي في المجتمع؛
  • ضعف الدولة وتردي الأوضاع الأمنية؛
  • ثقافة عالمية متغيرة وتبسيط العنف في وسائل الإعلام والترفيه؛[31]

وأشار “محمد بيومي” أن غياب الدافعية الوطنية والانتماء عند الشباب خاصة بعد نكسة 1967 وانتشار ما يسمى بالفراغ الفكري وعدم تفعيل الأحزاب السياسية وعدم مشاركة الشباب سياسيا أدى إلى ظهور الأفكار المتطرفة المختلفة، ويتضح أن المجتمع لا يتيح الفرصة المنظمة والسهلة للشباب، كي يشاركوا في معترك الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية تحت الإشراف العلمي والمهني للمتخصصين، كذلك فالمجتمع لا يعطي الفرصة للشباب للتعبير عن رأيهم والإسهام في صنع القرارات التي تخصهم كشباب، ويرى “أحمد حسانين” أن ثمة  فراغا سياسيا كبيرا يعانيه الشباب وأن التنظيمات السياسية والشعبية تكاد تكون حركتها شبه غائبة في قطاع الشباب، وضعف فاعلية وتأثير الأحزاب السياسية على الساحة الشبابية نتيجة عدم القدرة على الجذب والاستقطاب أو اهتمام بعض القيادات السياسية بالانشغال والتفكير في الأمور الشخصية والتطلعات الفوقية، والاكتفاء بعقد المؤتمرات ورفع الشعارات والشجب والتصفيق وكتابة التقارير لرصد الظاهرة دون المشاركة ا لإيجابية[32].

ويعاني الشباب من الفراغ السياسي نتيجة عدم إتاحة الفرصة للممارسات السياسية المتمثلة في اتحاد الطلاب بشكل إيجابي، مما جعل الشباب يتوجهون إلى تنظيمات سياسية تحتية، يفرغون فيها اتجاهاتهم ويترجمون فيها آمالهم وآلامهم ومشكلاتهم.

ويضيف “محمد محمود” أن الشعارات الرنانة التي رفعتها القيادات السياسية التي تعكس توافر سبل الحرية، وسيادة القانون، ودولة المؤسسات مع أن الكبت السياسي ظل هو القاعدة العامة، والحرية هي استثناء، زادت في تفاقم الظاهرة وزادت من توجه الشباب للإنتماء للجماعات المتطرفة كونهم لا يجدون حقوقهم المشروعة في التعبير عن آرائهم  وأفكارهم من خلال الأجهزة المعترف بها (الأسرةـ المدرسةـ الجامعة ـ النادي….) فلم يكن هناك بد من أن يلجأوا إلى هذه الجماعات التي تتيح لهم الفرصة أن يعبروا عن أنفسهم بحرية  وأن يجدوا متنفسا  لأفكارهم ومبادئهم، وأن يمارسوا أفكارهم بنوع من القيادة التي أفقدهم إياها مجتمعهم الأصلي، وأصبح انتماؤهم للمجموعات  المتطرفة عقابا للمجتمع وتمردا عليه، ورفضا لكل الممارسات التي قمعت فيه روح الشباب وحرية الرأي وتحقيق الذات[33].

بالنسبة للمغرب لم تقتصر مساهمته في التعاون الأمني مع شركائه في اندماجه في تعزيز التنسيق والتعاون المعلوماتي والعملياتي، بل إنه بات اليوم رائدا في تأسيس عقيدة جديدة للتعاون الدولي في مجال المكافحة الإرهابية، وهي عقيدة تتأسس على رفع التعاون الأمني إلى درجة فوق الدبلوماسية، بما يفيد بأنها علاقات تعاون لا تتأثر بحالات الفتور التي قد تقع بين الحكومات[34]، في جانب آخر تميزت المقاربة المغربية بتعزيزها للتعاون الأمني مع الدول الأخرى، إذ أن النجاحات في التعاون الأمني تتخللها للأسف بعض المعوقات التي تستمد أسسها من خلفيات سياسية، كما هو الشأن بالنسبة للتعاون المغربي الجزائري شبه المنعدم رغم وجود تهديدات أمنية مشتركة تهدد البلدين من الساحل ومن جهة البحر الأبيض المتوسط ومن ليبيا، وذلك بسبب عدم وجود رغبة لدى الجزائر بفك الارتباط بين خلافاتها مع الرباط حول الصحراء، وبين الحاجة إلى رفع عتبة التعاون إلى ما فوق الخلافات، ثم هناك معوقات فنية ترتبط باعتماد بعض الدول خاصة بإفريقيا قوات الجيش في مكافحة الارتباط على اعتبار أن الجماعات الإرهابية عندما نجحت في تأمين مناطق نائية للتحرك ولتنفيذ عملياتها، عكس مقاربة الاستخبارات الحضرية التي تتأسس على الترقب، وتفكيك الخلايا قبل نموها ونزوحها نحو الجبال أو نحو خلق بؤر للتموقع المجالي[35]، ومع ذلك فإن التعاون مع دول غربية تعتريه أحيانا صعوبات، حين يكون التعاون الأمني مشوشا بعقلية شمال – جنوب غير متكافئة، ولا تحترم أخلاقية الفصل أحيانا بين المعلومة ومصادرها.

ثانيا: استراتيجيات مكافحة التطرف السياسي

غالبا ما يوصف التطرف العنيف بأنه ظاهرة، وتوجد أوجه تشابه عديدة بين التطرف العنيف والأنواع الأخرى من العنف المنظم أو القائم على دوافع معينة مثل العصابات وحركات التمرد، وذلك من حيث الأسباب الداعية إليه، وكذلك فرص التصدي له ومعالجته، ويرتكز مجال مكافحة التطرف العنيف على فهم كيفية وصول الأفراد والجماعات لدعم واعتناق وجهات النظر العالمية المتطرفة العنيفة وحتى المشاركة في الأنشطة المتطرفة العنيفة، ويطلق على هذه العملية الراديكالية العنيفة أو الراديكالية فحسب[36]، ويتم مواجهة التطرف من خلال :

  • الوقاية العامة: هي المستوى الذي يعمل فيه ممارسو مكافحة التطرف العنيف مع عامة السكان لتعزيز القدرة على الصمود أمام التطرف العنيف،وعادة ما يكون ذلك على مستوى المجتمع المحلي، وتعمل المشاريع على تحقيق ذلك عن طريق التصدي لمصادر الظلم ودوافع التطرف العنيف، والتي يمكن أن تكون محددة جدا في منطقة أو مجتمع معين[37]، وتشمل أمثلة أنشطة الوقاية العامة ما يلي:

+ إقامة حوار مشترك بين الثقافات والذي يسعى لترسيخ قيم التسامح بين الثقافات وتحديد مجالات التعاون في المجتمع في المناطق التي قد تشكل فيها الانقسامات في المجتمع المحلي دافعا للتطرف العنيف.

+ مساعدة القادة الدينيين في التصدي للتفسيرات المتطرفة للدين من قبل المتطرفين العنيفين من خلال إبراز الممارسات الدينية السمحة التي تعكس النهج العام في المناطق التي يستغل فيها الدين لتجنيد الأفراد من أجل القيام بأعمال العنف والتطرف.

+ تحسين الوصول إلى العدالة والمساعدة القانونية وفعالية نظام العدالة في المجتمعات المحلية عندما تكون هذه القضايا هي الدافع المؤدي للتطرف العنيف.

برامج الوقاية المحددة:لا تستهدف سوى الأفراد الذين يتسمون بالخصائص التي أظهرت البحوث أنها تجعل الناس عرضة لخطر الانجذاب للتطرف العنيف، إن وجود هذه العوامل أو الخصائص لا يعني أن قدر هؤلاء الأفراد إلى حد ما هو أن يصبحوا متطرفين عنيفين، ليس بسبب هذه العوامل المحددة فحسب يصبح الأفراد متطرفين عنيفين، لذلك يعمل الممارسون مع الأفراد المعرضين للتأثر بالتطرف باعتبارهم أشخاصا وليسوا مجرمين لمساعدتهم على تطوير المهارات والقدرات الشخصية ليكونوا أكثر قدرة على الصمود إزاء الانجذاب للتطرف العنيف، وهو الأمر الذي ربما يفكر فيه هؤلاء الأفراد أو لن يقوموا به، ما يهم  في الأمر هو مساعدة هؤلاء الأفراد على التغلب على القضايا التي تجعلهم عرضة للتأثر بالتطرف أو تطوير الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدهم على إدارة هذه القضايا بفعالية، وتتضمن الأمثلة على ذلك ما يلي:

+  تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال الإدماج والمشاركة بين الفئات الاجتماعية المهمشة عندما يتضح أن هذه المجموعات أكثر عرضة للراديكالية لهذه الأسباب.

+ تعزيز الإلمام بوسائط الإعلام والتكنولوجيا الرقمية بين المراهقين والشباب المعرضين للتأثر بالتطرف، ليكونوا قادرين على الصمود أمام خطاب العنف والتطرف بشأن الحياة اليومية والهوية والدين والنشاطات الاجتماعية والسياسية .

+ تعزيز قدرة صمود الأفراد المعرضين للتأثر بالتطرف من خلال مساعدتهم على تطوير مهاراتهم للتخلص من التوتر، والتحكم في عواطفهم، ومواجهة  الراديكالية والضغط من القرناء، وحل النزاعات باستخدام سبل غير عنيفة [38].

+المواطنة: السماح للمتعلمين بمعالجة مسائل الحقوق والمسؤوليات في مجتمعات متنوعة ، والعدالة ،والهوية، ومفهوم الانتماء، كما يتيح هذا الموضوع فرصة لمناقشة مبادئ حقوق الإنسان الأساسية، بما فيها حرية التعبير، وللتعرف على خطاب الكراهية ومناهضته[39].

+ التاريخ: خاصة تعليم تاريخ ا إبادة الجماعية، مثل الهولوكوست، بغية إشراك الطلاب في التأمل في قوة حملة الكراهية وجذور العنصرية، ومعاداة السامية والعنف السياسي، كما يتيح للمتعلمين استكشاف كيفية بناء السرديات التاريخية وكيف يمكنها إدامة النزاع والأحكام المسبقة في مجتمعاتهم.

ومع ذلك فإنه يتعين تطبيق برامج التدخل المبكر والتحويل بمجرد أن يبدأ شخص ما في إظهار مواقف متطرفة عنيفة أو إبداء اهتمام بالدعاية المتطرفة العنيفة، أو حتى بدء التفاعل مع الأفراد الراديكاليين. ويتم تنفيذ هذه الأنشطة لمنع الفرد من التطرف بصورة أكبر من خلال تعطيل عملية الراديكالية عبر تدخلات فردية، مثل تقديم المشورة وإعادة توجيههم إلى بدائل فعالة بدلا من وجهات النظر  أو مناهج التطرف العنيف العالمية، في حين أن برامج التدخل المبكر والتحويل قد تشمل وجود الشرطة أو قوات الأمن الأخرى التي تحدد الأفراد أو تتعاون في هذه العملية، إلا هذا النوع من التدخل يحدث عادة قبل أن يرتكب الفرد أي فعل عنيف أو جريمة، ومن ثم تهدف هذه الأنشطة إلى منع المزيد من الراديكالية ومنع الحاجة إلى اتخاذ المزيد ممن التدخلات القسرية مثل الاعتقال والمقاضاة وحتى السجن، ومن أمثلة برامج التدخل المبكر والتحويل[40]:

+ تسجيل ومشاركة التجارب المغيرة للحياة لأولئك الذين شاركوا في التطرف العنيف أو تعرضوا للأذى منه لفضح الدعاية غير الصحيحة للمتطرفين العنيفين التي يتلقاها الجمهور المستهدف.

+زيادة وعي رجال الشرطة ومسؤولي السجون بشأن الكشف عن علامات الراديكالية في مرحلة مبكرة من خلال تعزيز مهاراتهم في التفكير والتقييم .

+ استهداف الأشخاص الذين يبحثون عن الرسائل المتطرفة العنيفة عبر الانترنت وإعادة توجيههم  نحو مقاطع فيديو على موقع اليوتوب تدحض محاور التجنيد لتلك الجماعة.

ومع ذلك فبمجرد أن يصبح الشخص راديكاليا أو يصبح عضوا في جماعة متطرفة عنيفة، وفي بعض الأحيان بمساعدة عامل محرك يحفز الفرد على عبور ذلك الخط ،فقد تؤدي الشرطة أو قوات الأمن الأخرى دورا أكبر، وفي الأنواع التالية من استجابات مكافحة التطرف العنيف، تبدأ التدخلات في الوقت الذي قد يكون بعض الأفراد تم اعتقالهم أو سجنهم بالفعل، وتشمل هذه الاستجابات في مرحلة ما بعد الراديكالية ما يلي:

+ فك الارتباط هو عملية تغيير سلوك المرء للامتناع عن الأنشطة العنيفة والانسحاب من جماعة متطرفة عنيفة.

+ نزع الراديكالية هي عملية مكافحة وتفكيك أركان الإيديولوجية  المرتبطة بالتطرف العنيف واقتراح ايديولوجية بديلة.

+ إعادة التأهيل وهي العملية التي يقوم فيها الممارسون في المجتمع أو مراكز الاحتجاز بالمشاركة في إعادة تأهيل الأفراد بعد أن يتم نزع الراديكالية عنهم أو فك ارتباطهم عن الإيديولوجيات المتطرفة العنيفة.

+ إعادة الدمج هي العملية التي يساعد فيها الممارسون على دمج الفرد المعاد تأهيله بالكامل في المجتمع، كما يعمل الممارسون في نفس الوقت في المجتمع لضمان التجاوب الإيجابي مع الأفراد المعاد تأهيلهم والتخفيف من الوصمة الاجتماعية، ويتمثل الهدف النهائي لإعادة الدمج في تعزيز الاندماج الاجتماعي للفرد ومنع الانتكاسة[41].

إن التحديات التي تواجه نهج المجتمع بأكمله في مكافحة التطرف العنيف، وجب التركيز على نقطة مهمة هي الصمود المجتمعي، وأهمية وجود  مجموعة متنوعة من أعضاء وعلاقات المجتمع لجعل المجتمعات المحلية تتمتع بالصمود أمام مخاطر الراديكالية، وتشمل أهم النقاط المستفادة ما يلي[42]:

+ لدى المجتمعات المحلية القادرة على الصمود العديد من العوامل الدفاعية التي تساعد في حمايتها من تزايد وانتشار التطرف العنيف.

+ مكافحة التطرف العنيف أكثر فعالية على المستوى المحلي.

+القادة الدينيون من الذكور والإناث هم شركاء مهمون في مكافحة التطرف العنيف.

+الأسر القادرة على الصمود هي مكونات هامة للمجتمعات المحلية التي تتسم بقدرتها على الصمود أمام التطرف العنيف.

+ تواجه المنظمات المحلية والشعبية عوائق تحول دون المشاركة الكاملة في مجال مكافحة التطرف العنيف.

التعاون بين مؤسسات الحكومة والمجتمع المحلي في الاستجابة للتطرف العنيف ويشمل المزايا التالية[43]:

+ مضاعفة الفعالية والتأثير: التعاون الفعال يقلل من العمل الزائد ويساعد على تكوين التفاهمات والأهداف المشتركة ويؤدي إلى التأثير الجماعي.

+ توسيع نطاق الجهات المعنية والشركاء الذين يشاركون بنشاط في مكافحة التطرف العنيف وتوسيع الأدوات المتاحة، يعمل التعاون على توسيع أنواع الأدوات والأنشطة المتاحة للمجتمع الذي يعمل على مكافحة التطرف العنيف.

+ تسليط الضوء على الأهداف المشتركة والسماح للجهات المعنية والشركاء بتقاسم العبء.

+ بناء فهم مشترك للمشكلة وزيادة التواصل، من خلا ل زيادة التواصل.

وتتناول صراحة إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، التي اعتمدتها الجمعية العامة بالإجماع بموجب قرارها 60/288 مسألة الوقاية وتتوقع تنفيذا متوازنا على مستوى ركائزها الأربع كلها ،وهي كالآتي :

  • معالجة الظروف المؤدية إلى الإرهاب؛
  • منع الإرهاب ومكافحته؛
  • بناء قدرات البلدان على مكافحة الإرهاب وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد؛

نظرا لحساسية قضايا التطرف من الناحيتين الدينية والسياسية، هناك الكثير من التحديات التي تواجه المؤسسات والأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، والتي تعد من العوائق التي تحول دون تطبيق البرامج الموضوعة وزيادة فعاليتها[44]، حيث أن هذه التحديات يمكن أن تحد من انتشار البرامج وهو ما يستدعي  إعادة النظر في آليات وأدوات العمل التي من الممكن الارتكاز عليها للشروع في أي برنامج أو مشروع يوضع لمكافحة التطرف.

 

 

 

 

خاتمة:

           أدى الاعتراف بفشل النهج الأمني الصارم إزاء مكافحة الإرهاب في منع انتشار الإرهاب المقترن بانتشار الجماعات الإرهابية، إلى ترسيخ منع التطرف العنيف في جداول الأعمال الدولية والإقليمية والوطنية، و غالبا ما يعرض منع التطرف العنيف أو مكافحته باعتباره نهجا ألين إزاء مكافحة الإرهاب، ومع ذلك فإن مرونة مصطلح “التطرف العنيف”، وغموض الأسباب التي تدفع الأفراد إلى تبني التطرف العنيف، يعنيان أن هناك مجموعة واسعة من التدابير التشريعية والإدارية والسياساتية المتبعة التي يمكن أن تؤثر تأثيرا سلبيا خطيرا على حقوق الإنسان بمختلف أنواعها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التدابير التي تستهدف مكافحة التطرف العنيف إلى وصم فئات أو مجتمعات محلية معينة، وتقويض الدعم الذي تحتاج إليه الحكومات للنجاح في تنفيذ برامجها، وتترتب عليها آثار عكسية، ويمكن أن تستخدم أيضا في الحد من الحيز الذي يعمل فيه المجتمع المدني،وقد يكون لها أثر تمييزي على المرأة والطفل[45].

من خلال ما سبق نقترح ما يلي:

  • تحديد إطار للسياسات
  • تصميم إستراتيجية أكثر فعالية للتصدي للمحتوى الدعائي الذي تبثه المجموعات المتطرفة .
  • إشراك وتمكين الجهات الفاعلة على المستوى المحلي.
  • تطوير الأطر التشريعية والتنفيذية المنظمة لعمل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص .
  • إشراك القادة الدينيين في برامج بناء القدرات بحيث تشتمل على تطوير المحتوى البديل للمحتوى الذي تعتمدة المتطرفون
  • وضع إطار عالمي لمنع التطرف العنيف
  • خطط العمل الوطنية لمنع التطرف العنيف
  • خطط العمل الإقليمية لمنع التطرف العنيف
  • حشد الموارد
  • الحوار ومنع نشوب النزاعات
  • تعزيز الحكامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون
  • تمكين الشباب
  • المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة
  • التعليم وتنمية المهارات وتيسير فرص العمل
  • الاتصالات الإستراتيجية والانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي
  • تقديم الدعم للدول الأعضاء والهيئات الإقليمية والمجتمعات من خلال الأمم المتحدة

رغم كل الاستراتيجيات والتوصيات المقدمة من المؤسسات الوطنية والدولية والمجتمع المدني للحد من التطرف العنيف بأنواعه إلا أننا لا زلنا نسمع ونشاهد عبر الشاشات الصغير أعمال العنف عبر العالم خاصة في الدول العربية بين الطوائف الدنية والسياسية كما هو الحال في الشرق الأوسط برعاية من الدول المتقدمة والنفطية بالدعم المادي والسلاح وهي حرب بالوكالة بحيث كل طرف يدعم الطائفة التي تخدم مصالحه، مما يجعل الفرضية المطروحة في المقدمة تتأكد في نهاية الدراسة بحيث ليس هناك إرادة قوية للحد من التطرف لدى القوى السياسية ومما زاد الأمر حدة هو الأسلحة البيولوجية والأوبئة التي عرفها العالم مع جائحة كورونا كوفيد 19 ونظرية المؤامرة التي ظهرت للعلن في تطبيع بعض دول الخليج مع إسرائيل مما أثار استياء المجتمعات العربية، والتسابق بين القوى العظمى لإيجاد لقاح في غياب للتعاون فيما بينها كل هذه العوامل تفسر الحرب الفكرية ودحر القوى المخالفة مما سيؤدي ما بعد الجائحة لتغيير الخارطة السياسية العالمية وظهور تكتلات متعارضة، وهذا سيزيد من حدة التطرف والكراهية بين الدول والمجتمعات الأفراد.

 

المصادر والمراجع:

الكتب

ـ أبو الروس أحمد، الإرهاب والتعصب الديني، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2004.

ـ الجيلالي بن الطيب، مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب، مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، الأغواغط، أكتوبر 2016.

ـ جميل أبو العباس الريان، المتطرفون نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق علاجه،المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين ، ألمانيا، 2020.

ـ جميل أبو العباس الريان، المتطرفون نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق علاجه، دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2016، الجيزة ،- مصر.

 

الرسائل

ـ أحمد سالم حسن وآخرون، التوجه نحو التطرف سياسي ديني اجتماعي لدى طلبة جامعة القادسية، بحث لنيل شهادة البكالوريوس، جامعة القادسية، كلية الآداب، 2018.

ـ محمد محمود محمد أبو دوابة، الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجات النفسية لدى طلبة جامعة الأزهر غزة، رسالة ماجستير في التربية، قسم علم النفس، جامعة الأزهر،غزة، فلسطين.

 

المقالات

ـ خالد شكراوي والمصطفى الرزرازي، المغرب وسياسة مكافحة الإرهاب من الأمني إلى الشمولي، وسائل منع ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والغرب، عمان، مؤسسة فريدريش بيروت، 2016.

ـ لغرس سوهيلة، الأسباب الاجتماعية والدينية المساهمة في انتشار ظاهرة الإرهاب بالجزائر دراسة سوسيولوجية لآراء وتمثلات الشباب، مؤلف جماعي، مكافحة الإرهاب بين مشكلة المفهوم واختلاف المعايير عند التطبيق، مركز الكتاب الأكاديمي، عمان الأردن،2016.

-محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، السجل العلمي لمؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف، المجلد الثاني، نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يناير 2018 .

التقارير واللقاءات

ـ الأمم المتحدة، الجمعية العامة ، مجلس حقوق الإنسان، الدورة الحادية والثلاثون،القرار رقم   A/FRC/31/65،حول تعزيز وحماية حقوق الإنسان حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، أبريل 2016.

ـ اللقاء الدولي حول ظاهرة التطرف، الرباط 27-28 أكتوبر 2016.

ـ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تقرير حالة البلاد مكافحة التطرف، عمان، الأردن، 2018.

ـ جون دينوس ولين كارتر، دليل دوافع التطرف العنيف، الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، فبراير 2009.

ـ جي إم بيرغر،جعل برامج مكافحة التطرف العنيف تعمل ،نهج مركز قائم على إعاقة العملي، ورقة بحثية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، لاهاي،ماي 2016.

ـ دليل المعلم حول منع التطرف العنيف، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو،2016.

ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة ، مكافحة التطرف العنيف، كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2019.

ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة،مكافحة التطرف العنيف / كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات،2019.

ـ مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، فهم التطرف الديني الأسس الإيديولوجية والحالات الاجتماعية، صالون جدل الثقافي، الرباط /المغرب، 25-26 نونبر 2017.

 

تفاسير القران والحديث

ـ الاستقامة لابن تيمية 1/457.

– الزهد لأحمد بن حنبل (ص 151)، مسند الدارمي 1/310، رقم الحديث 248، الإبانة الكبرى لابن بطة 1/204، رقم الحديث 42.

ـ بدائع الفوائد لابن القيم الجوزية ،4/209.

ـ تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 3/1015.

ـ تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان.

ـ جامع البيان في تأويل القرآن 8/501.

ـ شعب الإيمان، للبيهقي، 3/402، رقم3888.

ـ مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية :4/372.

-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،1/126.

[1] ـ أحمد سالم حسن وآخرون، التوجه نحو التطرف سياسي ديني اجتماعي لدى طلبة جامعة القادسية، بحث لنيل شهادة البكالوريوس، جامعة القادسية، كلية الآداب، 2018، ص7.

[2] – ـ الجيلالي بن الطيب، مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب، مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، الأغواغط، أكتوبر 2016، ص 1.

[3] ـ جميل أبو العباس الريان، المتطرفون نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق علاجه،المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ، برلين ، ألمانيا، 2020،ص102.

[4] ـ جميل أبو العباس الريان، المتطرفون نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق علاجه، دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2016، الجيزة ،- مصر، ص13

[5] ـ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تقرير حالة البلاد مكافحة التطرف، عمان، الأردن، 2018، ص6.

[6] ـ أحمد سالم حسن وآخرون، التوجه نحو التطرف سياسي ديني اجتماعي لدى طلبة جامعة القادسية، بحث لنيل شهادة البكالوريوس ، جامعة القادسية، كلية الآداب، 2018، ص8.

[7] ـ لغرس سوهيلة، الأسباب الاجتماعية والدينية المساهمة في انتشار ظاهرة الإرهاب بالجزائر دراسة سوسيولوجية لآراء وتمثلات الشباب، مؤلف جماعي، مكافحة الإرهاب بين مشكلة المفهوم واختلاف المعايير عند التطبيق، مركز الكتاب الأكاديمي، عمان الأردن،2016، ص145

[8] ـ أبو الروس أحمد، الإرهاب والتعصب الديني، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2004.

[9] ـ مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، فهم التطرف الديني الأسس الإيديولوجية والحالات الاجتماعية ، صالون جدل الثقافي، الرباط /المغرب، 25-26 نونبر 2017، ص3.

[10] ـ اللقاء الدولي حول ظاهرة التطرف، الرباط 27-28 أكتوبر 2016، ص 19.

[11] ـ تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 3/1015.

[12]  ـ جامع البيان في تأويل القرآن 8/501.

[13]  ـ تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان، ص 190.

[14] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، السجل العلمي لمؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف، المجلد الثاني، نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يناير 2018، ص 370-371.

[15]  ـ أخرجه عبد الرزاق في المصنف :10/252،والطبراني في الكبير:9/189، والدارمي في مقدمة السنن:1/54، قال الهيثمي :” رواه الطبراني في الكبير، وأبو قلابة لم يسمع من ابن مسعود”.انظر :مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،1/126.

[16]  ـ انظر الزهد لأحمد بن حنبل (ص 151)، مسند الدارمي 1/310، رقم الحديث 248، الإبانة الكبرى لابن بطة 1/204، رقم الحديث 42.

[17] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، السجل العلمي لمؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف، المجلد الثاني، نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يناير 2018، ص 372.

[18]  ـ بدائع الفوائد لابن القيم الجوزية ،4/209.

[19]  ـ الاستقامة لابن تيمية 1/457.

[20]  ـ مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية :4/372.

[21] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، السجل العلمي لمؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف، المجلد الثاني، نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يناير 2018، ص 373.

[22] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، مرجع سابق، ص 374.

[23] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، مرجع سابق، ص 374.

[24] ـ محمد بن ناصر السحيباني، الانحراف الفكري مفهومه وأسبابه وخطورته على الشباب السعودي، مرجع سابق، ص 375.

[25]  ـ شعب الإيمان، للبيهقي، 3/402، رقم3888.

[26]  ـ خالد شكراوي والمصطفى الرزرازي، المغرب وسياسة مكافحة الإرهاب من الأمني إلى الشمولي،وسائل منع ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والغرب، عمان، مؤسسة فريدريش بيروت، 2016، ص141.

[27] ـ خالد شكراوي والمصطفى الرزرازي، المغرب وسياسة مكافحة الإرهاب من الأمني إلى الشمولي،وسائل منع ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والغرب، عمان، مؤسسة فريدريش بيروت، 2016، ص144.

[28] ـ أحمد سالم حسن وآخرون، التوجه نحو التطرف سياسي ديني اجتماعي لدى طلبة جامعة القادسية، بحث لنيل شهادة البكالوريوس، جامعة القادسية، كلية الآداب، 2018، ص10.

[29] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة،مكافحة التطرف العنيف / كتيب تمهيدي للمفتهيم والبرامج وأفضل الممارسات،2019،ص29.

[30]  ـ جون دينوس ولين كارتر، دليل دوافع التطرف العنيف، الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، فبراير 2009، ص 27.

[31]  ـ جي إم بيرغر، جعل برامج مكافحة التطرف العنيف تعمل، نهج مركز قائم على إعاقة العملي، ورقة بحثية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، لاهاي، ماي 2016.

[32]  ـ محمد محمود محمد أبو دوابة، الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجات النفسية لدى طلبة جامعة الأزهر غزة، رسالة ماجستير في التربية، قسم علم النفس، جامعة الأزهر،غزة، فلسطين، ص30.

[33]  ـ محمد محمود أبو دوابة، الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالحاجات النفسية لدى طلبة جامعة الأزهر بغزة، مرجع سابق،ص30-31.

[34]  ـ خالد شكراوي والمصطفى الرزرازي، المغرب وسياسة مكافحة الإرهاب من الأمني إلى الشمولي،وسائل منع ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والغرب، عمان، مؤسسة فريدريش بيروت، 2016، ص145.

[35]  ـ خالد شكراوي والمصطفى الرزرازي، المغرب وسياسة مكافحة الإرهاب من الأمني إلى الشمولي، مرجع سابق، ص145.

[36] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف، كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2019، ص12.

[37] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف ،كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2019، ص13.

[38] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة ، مكافحة التطرف العنيف ،كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، 2019، ص13.

[39] ـ دليل المعلم حول منع التطرف العنيف،منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ، اليونسكو،2016،ص31.

[40] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف، كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2019، ص15.

[41] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف، كتيب تمهيدي للمفاهيم والبرامج وأفضل الممارسات، معد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2019، ص16.

[42]  ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف، مرجع سابق، ص55.

[43] ـ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، مكافحة التطرف العنيف، مرجع سابق، ص60.

[44] ـ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تقرير حالة البلاد مكافحة التطرف، مرجع سابق، ص18.

[45] ـ الأمم المتحدة، الجمعية العامة، مجلس حقوق الإنسان ، الدورة الحادية والثلاثون،القرار رقم   A/FRC/31/65،حول تعزيز وحماية حقوق الإنسان حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب ، أبريل 2016،ص 25.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى