في الواجهةمقالات قانونية

السفارة الافتراضية بين  القانون الدبلوماسي التقليدي ورهانات التقدم التكنولوجي  المعاصر – الدكتور محمد عطيف  باحث في القانون العام  والعلوم السياسية، جامعة محمد الخامس/ المملكة المغربية

The Virtual Embassy Between Traditional Diplomatic Law and the Challenges of Contemporary Technological Progress

 

السفارة الافتراضية بين  القانون الدبلوماسي التقليدي ورهانات التقدم التكنولوجي  المعاصر

The Virtual Embassy Between Traditional Diplomatic Law and the Challenges of Contemporary Technological Progress

الدكتور محمد عطيف

باحث في القانون العام  والعلوم السياسية، جامعة محمد الخامس/ المملكة المغربية

مجلة القانون والأعمال الدولية الإصدار رقم 53 غشت – شتنبر 2024

الاميل الرسمي للمجلة : mforki22@gmail.com

للتواصل عبر الواتساب : 0687407665

لتحميل الاصدار و البحث : 

https://www.droitetentreprise.com/%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d8%af%d8%a7-3/?fbclid=IwY2xjawEvHLVleHRuA2FlbQIxMQABHa4fXPJbrENP-fePPtKndlrtkXmTc67Hb0Jf1TytBQ5LKFugpd1rCcOq7Q_aem_HGzZHMXcUnwOhEprDaZlYg

الملخص:

تعد السفارة الافتراضية تطورا حديثا يجمع بين القانون الدبلوماسي التقليدي والتقدم التكنولوجي المعاصر. ويشير مفهوم السفارة الافتراضية إلى السفارات التي تقدم خدمات دبلوماسية وقنصلية عبر الإنترنيت، دون الحاجة إلى وجود فعلي في الدولة المضيفة، مما يعزز التعاون الدولي في عصر العولمة والتكنولوجيا. إذا تم الاتفاق بين الدول على استخدام هذا النموذج، فيمكن أن يكون هناك توافق عملي مع روح التعاون في الاتفاقية.

وهناك تحديات عدة تواجه السفارة الافتراضية التي تقوم بعملها وتؤدي مهامها عبر الأنترنيت، تتمثل في الجوانب القانونية والأمنية، التي تحتاج إلى معالجة دقيقة لضمان توافقها الكامل مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وهذا يتطلب تعديلات أو إضافات على الاتفاقية لتأخذ في الحسبان التطورات التكنولوجية الحديثة.

الكلمات المفتاحية: السفارة الافتراضية، الدبلوماسية الرقمية، القانون الدبلوماسي، التمثيل الدبلوماسي.

Summary:

The virtual embassy represents a recent development that combines traditional diplomatic law with contemporary technological advancements. The concept of a virtual embassy refers to embassies that provide diplomatic and consular services online, without the need for a physical presence in the host country, thereby enhancing international cooperation in the era of globalization and technology. If countries agree to adopt this model, there could be practical alignment with the spirit of cooperation in the Vienna Convention on Diplomatic Relations.

However, several challenges confront virtual embassies operating and performing their duties online, particularly in legal and security aspects, which require careful attention to ensure their full compliance with the Vienna Convention on Diplomatic Relations. This necessitates amendments or additions to the convention to account for recent technological developments.

Keywords: Virtual Embassy, Digital Diplomacy, Diplomatic Law, Diplomatic Representation

 

مقدمة

إن العلاقات الدبلوماسية هي الأداة الأهم في العلاقات الدولية، قامت أساسا على قواعد عرفية وعادات نتجت عن سوابق متكررة للتعامل داخل المجتمع الدولي، ولم تشهد اعتراضا من الأكثرية على تطبيقها[1]، وبعدها تكونت لنا ما يسمى بالاتفاقيات الدولية المكتوبة التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين أشخاص القانون الدولي[2]. ثم مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، أدى إلى ظهور ما يسمى بالدبلوماسية الرقمية، التي أسهمت في نقل الدبلوماسية من طابعها التقليدي إلى الطابع الرقمي، كما أعطى هذا التطور قفزة نوعية في أداء السفارات في ظل التقدم التكنولوجي المعاصر.

وبهذا، أسهمت تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات في إخراج عمل البعثة الدبلوماسية من الطابع التقليدي إلى الطابع الرقمي، لاسيما في التعامل مع الوحدات السياسية الأجنبية، حيث اتجهت وزارات الخارجية في عدد من دول العالم إلى “رقمنة” الدبلوماسية بإنشاء السفارات الافتراضية على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل ميتافيرس Facebook و Instagram..، وعلى منصة Xتويتر” سابقا، فمكنت عبر ذلك الدبلوماسيين من التواصل مع مسؤولي مؤسسات الدول الأجنبية، والرأي العام الدولي، والقيام بوظائفها ومهامها الدبلوماسية المنوطة بها وفق اتفاقية فيينا.

الدبلوماسية الرقمية (Digital Diplomacy) : تُعرّف بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لتحقيق الأهداف الدبلوماسية وتعزيز العلاقات الدولية. يشمل هذا النوع من الدبلوماسية التفاعل مع الجمهور العالمي عبر المنصات الرقمية، وتبادل المعلومات، وإدارة الأزمات، وتعزيز صورة الدولة. بالأحرى يتم استخدام الدبلوماسية الرقمية لتكملة وتحسين الأساليب الدبلوماسية التقليدية، مما يتيح التواصل الأكثر فعالية وسرعة بين الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية[3].

السفارة الافتراضية (Virtual Embassy): هي منصة رقمية تُستخدم لتمثيل حكومة دولة معينة في بلد آخر، حيث توفر خدمات ومعلومات مماثلة لتلك التي تقدمها السفارة التقليدية، لكنها تعمل بشكل افتراضي. وتُستخدم لتعزيز العلاقات الدولية، توفير المعلومات عن التأشيرات والخدمات القنصلية، وتعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي، دون الحاجة إلى وجود فعلي لمبنى السفارة في البلد المضيف.

السفارة التقليدية (Traditional Diplomacy): هي مؤسسة دبلوماسية تمثل في دولة أخرى، وتتولى مسؤولية حماية مصالح مواطنيها، وتقوم بأنشطة متعددة تشمل تمثيل المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية للبلد الموفد في البلد المضيف. وتقع عادة في العاصمة أو المدينة الرئيسية في البلد المضيف، وتتكون من مقر السفير وموظفين دبلوماسيين وإداريين آخرين.

 

وفي هذا السياق، تسعى هذه الورقة البحثية إلى الإجابة عن إشكالية رئيسية مفادها “مدى قدرة اتفاقية فيينا في صيغتها التقليدية الحالية على مسايرة الطفرة المعلوماتية التي يشهدها عالمنا المعاصر؟”.

في سبيل ذلك، ستتم مقاربة هذه الإشكالية من زاوية مدى توافق أداء السفارة الافتراضية مع مقتضيات اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 (المحور الأول)، ثم مناقشة وتقييم فرص وتحديات هذه السفارة الافتراضية في ظل التطور التكنولوجي (المحور الثاني).

 

 المحور الأول: مدى توافق أداء السفارة الافتراضية مع مقتضيات اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

لا تزال العلاقات الدبلوماسية تشهد تطورا في صيغ تعاملها، انسجاما مع ما يشهده العالم المعاصر من تحولات كبيرة، غير أن هذا التدرج التاريخي لهذه العلاقات يؤكد أن تأسيس التمثيل الدبلوماسي بين دول العالم، وما نتج عنه من معاهدات واتفاقيات التي تخص التعامل الدبلوماسي[4]، عكس حتمية حاجة الدول إلى علاقات دبلوماسية رقمية قصد خدمة مصالحها الوطنية وتعزيز علاقاتها الدولية عن طريق السفارات الافتراضية، التي لا تملك مباني مادية وليس لديها سفير.

وبهذا، سيتم مقاربة أداء السفارة الافتراضية من خلال مجموعة من المهام والوظائف الدبلوماسية التي تنظم بالإطار المرجعي المتمثل في القانون الدبلوماسي (أولا)، كما قامت بعض الدول بتوظيفها كوسيلة لتجاوز الحواجز الجغرافية والسياسية وتحسين التواصل والخدمات الدبلوماسية(ثانيا).

أولا: الإطار المرجعي لمهام السفارة الافتراضية

تعتبر اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961[5] مرجعا أساسيا في تعريف وتنظيم العمل الدبلوماسي. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت في حل الكثير من الإشكاليات التي تثار حول العلاقات الدبلوماسية[6] بين الدول، كما تشكل المصدر الأساسي للتمثيل الدبلوماسي.

وفي ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده المجتمع الدولي، أصبح مفروضا على الدول الاعتماد على الوسائل الجديدة في مجال التواصل الدبلوماسي[7]، حيث يعتبر الجهاز الدبلوماسي أكثر المؤسسات التي تأثرت بثورة المعلومات[8]والوسائل الرقمية.

فالصيغة التقليدية التي تؤدي بها السفارة أو البعثة الدبلوماسية مهامها لدى الدول الأجنبية، أصبحت تميل إلى الطابع الرقمي بفعل التقدم التكنولوجي، حيث أضحى اليوم التواصل يتم داخل العوالم الافتراضية، الشيء الذي فرض عليها ضرورة مسايرة التحولات التي يشهدها العالم في المجال التكنولوجي. إلا أن هذه التحولات لم تؤثر على طبيعة مهام السفارة التقليدية، بل صارت تقدم خدماتها في حلة جديدة وفق متطلبات العصر الرقمي.

لذلك، يمكن للسفارة الافتراضية أن تباشر مهامها الدبلوماسية من خلال الوسائل الجديدة والمتطورة، بناء على الإطار المرجعي المتمثل في قانون فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، بالرغم من عدم وجود أي مادة تؤطر المهام الدبلوماسية للسفارة الافتراضية بالعالم الافتراضي في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية حتى الوقت الحالي.

وبالتالي، فإن افتتاح السفارات الدبلوماسية الافتراضية هو جزء مهم من الدبلوماسية الرقمية، حيث يمكن لهذا النموذج أن يؤدي أية وظيفة دبلوماسية محددة في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تتمثل أساسا في تمثيل الدولة الموفدة لدى المستقبلة وحماية مصالح المواطنين في الخارج، والقيام بالمفاوضات[9] ونشر المعلومات والتشجيع على الاستثمار، ومعرفة الأحوال والتطورات في الدولة المعتمدة لديها وذلك بالوسائل المشروعة، بعبارة أخرى إن هذه السفارة الافتراضية لا تُلغي عمل السفارة التقليدية وإنما تعتبر مكملة لها[10]. هذه الوظائف تعتبر أساسية لضمان تحقيق الأهداف الدبلوماسية وتعزيز العلاقات بين الدول على المستوى الدولي.

في هذا الصدد، للسفارة الافتراضية ثلاث وظائف أساسية وهي[11]: الأولى تتجلى في المساعدة على الإلمام بالعالم الافتراضي، والثانية تسهيل تنظيم الاجتماعات والمحاضرات واللقاءات العلمية رفيعة المستوى للخبراء الدبلوماسيين، وتوفير المعلومات للمجتمع الرقمي. أما الوظيفة الثالثة تكمن في إظهار ثقافات الدول وإبراز مكانتهم وقدراتهم في المجال التكنولوجي داخل نسيج النظام الدولي.

وعليه، بالرغم من أن السفارة الافتراضية ليس لها وجود على أرض الواقع، إلا أنها تقوم  بتقديم العديد من الخدمات كما هي محددة في وظائف السفارة التقليدية أو البعثة الدبلوماسية، فعلى سبيل المثال، تقوم بإصدار وتجديد جوزات السفر، تسهيل إجراءات تقديم طلبات التأشيرات والخدمات الأخرى إلكترونيا، توثيق الأوراق الرسمية، تنظيم الفعاليات الثقافية، والترويج للفرص التجارية والاستثمارية…

أما بالنسبة لمسطرة إحداث السفارة الافتراضية يمكن للدول أن تتفاوض فيما بينها على أساس اعتماد هذا النموذج الجديد من التمثيل الدبلوماسي، أضف إلى ذلك، أن إنشائها يعتمد على قرار الدولة التي تحدد حجم اختصاصاتها وتدخلاتها وطريقة عملها، وهذا ينبغي أن يأتي كما بينت اتفاقية فيينا لعام 1961 بناء على الرضا المتبادل بين الدولتين[12]، ولا بد أن تكون كلتا الدولتين ذات سيادة ومعترف بهما من المجتمع الدولي.

وعموما يمكن القول، إنه وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، تتمتع السفارة الافتراضية بالاختصاصات نفسها التي تتمتع بها السفارة التقليدية، حيث أن الإطار المرجعي لمهام السفارة الافتراضية يستند إلى القانون الدبلوماسي المؤطر للعلاقات الدبلوماسية بين أشخاص القانون الدولي، خاصة حينما يتعلق الأمر في إسناد  الاختصاصات التي يمكن أن تباشر بها مهامها الدبلوماسية في العالم الافتراضي.

ثانيا: نماذج دولية في افتتاح السفارة الافتراضية

لقد بدأت مغامرة التمثيل الدبلوماسي كلعبة ثلاثية الأبعاد داخل العالم الافتراضي، واعتبرت بحياة ثانية دخلت بعض الدول فيها، وأقامت سفارات ما سمي  بالجزيرة الدبلوماسية التي تم إنشاؤها من قبل مؤسسة ديبلوفاوندويتش:DiploFondation [13]، المتخصصة في إعداد دبلوماسي المستقبل، كجزء من مشروع الدبلوماسية الافتراضية[14].

وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك عدد من دول العالم باشرت العمل بهذه السفارة الافتراضية، على رأسها جزر المالديف التي تعد أول بلد في العالم يقوم بافتتاح سفارة افتراضية في العالم الافتراضي  في 22 ماي من عام 2007[15]، وتلتها دولة مقدونيا والفلبين والسويد[16].

ولقد صممت هذه السفارات الافتراضية لإتاحة طرق جديدة للدبلوماسية للتمثيل والتفاوض[17]، لا سيما مع الدول النامية والدول في طريق النمو التي لديها تمثيل دبلوماسي محدود في العالم الواقعي، فضلا عن مساعدتها على المشاركة في الشؤون الدولية عبر هذه السفارة الافتراضية.

فخلال عام 2011 افتتحت الولايات المتحدة الامريكية سفارة افتراضية على شبكة الأنترنيت، من أجل تعزيز التواصل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الإيراني[18]، بسبب فشل الدبلوماسية التقليدية في التقريب بين الجانبين، حيث جاءت السفارة الافتراضية في هذا السياق باعتبارها المصدر الرسمي للشعب الإيراني للحصول على معلومات مباشرة من الحكومة الأمريكية حول سياستها وقيمها وثقافتها[19].

وفي عام 2017، قامت إستونيا بإنشاء سفارات افتراضية، وهو مشروع يهدف إلى تخزين البيانات الحكومية بشكل آمن خارج حدودها الوطنية في لوكسمبورغ. مما سيعزز من استمرارية الحكومة الإلكترونية الإستونية ويضمن بقاء البيانات الحكومية والقدرة على تقديم الخدمات حتى في حالة حدوث أي طارئ في الدولة[20].

على النهج نفسه، افتتحت جزيرة باربادوس الكاريبية سفارة افتراضية على منصة “ميتافيرس” في عام 2021 بهدف تعزيز علاقاتها الدولية ومصالحها الوطنية[21]، ومن أجل توفير أفضل للخدمات والتعاملات الرقمية بين الحكومات في ظل النظام الدولي الجديد، فضلا عن تقديم خدمات مثل التأشيرات الإلكترونية والنقل الافتراضي[22].

وصفوة القول، يلاحظ من خلال تجارب بعض الدول في افتتاح السفارات الافتراضية على المنصات الرقمية، أن هذا الافتتاح كان بداية لمأسسة هذا التمثيل الدبلوماسي الرقمي بين الدول على أساس تكوين تراكم مهم من التجارب في هذا المجال، وذلك إلى حين وضع قاعدة قانونية –اتفاقية دولية – تنظمه بشكل فعلي.

المحور الثاني: فرص وتحديات السفارة الافتراضية  في ظل التطور التكنولوجي

لقد تزايدت أهمية الجوانب التقنية في المجال الدبلوماسي في السنوات الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل، نتيجة للتأثيرات التي أحدثها التقدم العلمي والتكنولوجي على مختلف مجالات الحياة الاجتماعية[23]، وقد ساعد هذا على سهولة التواصل والاتصال بين رؤساء الدول أو من يمثلهم في الدول الأجنبية للقيام بالمهام الدبلوماسية.

وفي هذا الصدد، للسفارة الافتراضية مزايا وإيجابيات التي قد تلعب دورا مهما في تطوير العلاقات الدبلوماسية عبر الانفتاح على المجالات الاقتصادية والثقافية في الوسائل الرقمية(أولا). في المقابل تواجه السفارة الافتراضية جملة من التحديات التي تؤثر على أداء وظيفتها الدبلوماسية كما ينبغي في ظل التطور التكنولوجي(ثانيا).

أولا: فرص السفارة الافتراضية في العلاقات الدبلوماسية

تعتبر السفارة الافتراضية جزاء مهما من استراتيجية الدبلوماسية الرقمية، وإن إنشائها من طرف الدول والهيئات الدولية في ظل النظام الدولي الحالي، يشكل بعدا سياسيا ويساهم في تطوير العلاقات الدبلوماسية. وفي هذا الصدد، حثت دراسة أمريكية[24] أصدرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي عام 2007، على تأسيس سفارات افتراضية في المناطق ذات الحضور الأمريكي الضعيف أو المعدوم[25]. لذا، تشمل فرص السفارة الافتراضية تحليل الفوائد المحتملة عن تبني هذا النموذج في العلاقات الدبلوماسية التي سنبرزها كالآتي:

1–  دفع الوزارات الخارجية  إلى إنشاء السفارات الافتراضية

من مظاهر تطور العلاقات الدبلوماسية هو الدور الكبير والهام الذي تقوم به وزارة الخارجية في مؤسسات الدولة، والسلطات الممنوحة لها والكفيلة بممارسة المهام الدبلوماسية، ويظهر ذلك عبر قدرتها على إحداث السفارات والبعثات الدبلوماسية والقنصليات لدى الدول الاجنبية.

وبالتالي فالرهان الأساسي في ظل التطور التكنولوجي، يكمن في دفع وزارات الخارجية إلى إنشاء سفارات افتراضية من أجل تكميل مهام  السفارات التقليدية، ولنسج علاقات ودية مع شعوب العالم، وكذلك لتعويض بعض الفراغات الدبلوماسية في ظل تعذر بناء علاقات جيدة على مستوى الواقع، لاسيما إذا تعلق الأمر بدول لها وزن ومكانة مهمة في النظام الدولي.

ولتحقيق هذه الغاية، من الضروري على وزارات الخارجية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتدريب الموظفين على استخدام التكنولوجيا المعاصرة، قصد بناء علاقات دولية أكثر قوة واستدامة، مما يسهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية على الساحة الدولية وذلك من خلال السفارة الافتراضية.

وبطبيعة الحال، إن تبني وزارات الخارجية لهذا النموذج من السفارات، سيكون له دور بارز في تحسين الكفاءة والفعالية الإدارية لوزارة الخارجية على المستوى الخارجي، حيث أن السفارة الافتراضية يمكن أن تكون أداة لتنفيذ الوظائف الدبلوماسية التي تتولاها البعثات الدبلوماسية.

2- إحداث السفارات الافتراضية لدى الدول التي لا توجد فيها السفارة التقليدية

إن الفرص المتاحة لتطوير العلاقات الدبلوماسية ينبغي استثمارها من خلال التفكير في إحداث سفارات افتراضية من قبل بعض الدول، لا سيما التي لم تقم بافتتاح سفارات لها في كل بلدان العالم، لأنها تقتصر على الدول ذات المكانة في الساحة الدولية، وتقيم معها علاقات دبلوماسية بالسفارات التقليدية، نظرا لإمكانياتها المالية المحدودة؛ فالسفارة الافتراضية في هذا الشأن قد تقلص من الأعباء المالية التي تُلقى على عاتق الدول من تلك التي لم تستطع افتتاح السفارات التقليدية لدى الدول الأجنبية.

وفي هذا السياق، يمكن للسفارة الافتراضية أن تحل محل السفارة التقليدية، لاسيما في الدول التي لم تحظ فيها بتمثيلية دبلوماسية على أرض الواقع، بحيث أن اعتماد هذا النوع من السفارات سيزيد من إقامة اتصالات وسييسر خلق علاقات دبلوماسية بين الدول، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والصناعية.

3- استثمار السفارة الافتراضية من أجل التغلب على قيود الدبلوماسية التقليدية

في هذا الإطار، يمكن استثمار السفارة الافتراضية في تطوير العلاقات الدبلوماسية من أجل التغلب على قيود الدبلوماسية التقليدية، والانفتاح على العالم الافتراضي للتواصل الدبلوماسي مع المجتمعات الدولية. حيث قال في هذا الصدد السيد سيرجان كيرم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال حفل افتتاح السفارة المالديفية عبر الإنترنيت من نيويورك “ينبغي أن تواكب الدبلوماسية الحديثة المتغيرات في عالم اليوم، وإحدى هذه التغيرات تطور الإنترنيت والنماذج الجديدة للسفارات، فضلا عن التطورات الجديدة في ممارسة الدبلوماسية”[26].

وبالتالي، تتيح السفارة الافتراضية التواصل الفوري بين الحكومات والشعوب دون الحاجة إلى وجود فعلي على الأرض، وتسهل التعاون بين الدول والمؤسسات الدولية من خلال توفير منصات للتبادل والتنسيق.

وفي سياق العلاقات الدولية المتغيرة والمتأثرة بالصراعات السياسية والدبلوماسية، يمثل استثمار السفارة الافتراضية حلا مبتكرا في حالات قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول، حيث تعد وسيلة لتحقيق التواصل المستمر وتقديم الخدمات القنصلية والإدارية للمواطنين في الخارج دون الحاجة إلى وجود مادي للسفارة، مع العلم أن في حالة قطع العلاقات الدبلوماسية تستمر العلاقات القنصلية. كما تتيح للدول الحفاظ على قنوات الحوار المفتوحة ومعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية الطارئة، مما يقلل من آثار قطع العلاقات الدبلوماسية ويساهم في بناء جسور جديدة للتفاهم والتعاون بين الدول المتنازعة.

ثانيا: تحديات السفارة الافتراضية في أداء المهام الدبلوماسية على الفضاء الافتراضي

تواجه السفارة الافتراضية عددا من المعيقات في أدائها على الفضاء السبيراني، باعتبار هذا الأخير وسيطا لحركة التفاعلات الدولية بأنماطها التعاونية والصراعية[27]، والتي يمكن تصنفيها كما الآتي:

1- التهديدات السبيرانية: تتمثل في الاختراقات الإلكترونية والاحتيال والتجسس عبر الإنترنيت. بالفعل قد أضحت هذه الجرائم الإلكترونية تهدد أمن المعلومات والمساس بأمن الدول؛ لذا فالعالم الافتراضي يتميز بعدم الأمان والتعدي على الأمن المعلوماتي للدول[28]؛ موازاة مع ذلك، سيواجه عمل السفارة الافتراضية عبر منصتها الرقمية هجمات سبيرانية خطيرة من طرف مجرمي وقراصنة الأنترنيت، مما يتطلب اتخاذ تدابير أمنية للحد من هذه التهديدات الإلكترونية.

2- حماية المعطيات في السفارات الافتراضية: يعد من أهم التحديات التي تواجه هذا النموذج الحديث من التمثيل الدبلوماسي، حيث يجب على الدول والمؤسسات التي تدير هذه السفارات اتباع مجموعة من الإجراءات القانونية والتقنية لضمان أمن البيانات وخصوصية السفارة الافتراضية كما هو منصوص عليه في القانون الدبلوماسي للسفارة التقليدية[29]. كما ينبغي توفير إطار قانوني دولي واضح لحجب المعطيات الشخصية، وتحديد حجم البيانات التي يمكن جمعها ومعالجتها، وإجراءات خاصة لحماية البيانات الحساسة[30].

وبالتالي ينبغي على السفارات الافتراضية استخدام تقنيات حديثة لضمان أمن المعلومات، مثل التشفير، إجراءات التحكم في الوصول، وأنظمة مراقبة الأنشطة المشبوهة. كما يجب أن تكون هناك سياسات واضحة للإفصاح عن أي خروقات للبيانات والإجراءات المتبعة لمعالجتها[31].

 3طريقة ممارسة العمل الديبلوماسي عبر المنصة الرقمية للسفارة الافتراضية من طرف المسؤولين والموظفين، الأمر الذي يستدعي تدريب وتكوين الأطر في المجال الدبلوماسي الرقمي، وذلك من أجل تزويدهم بالمعلومات واكتساب المهارات والأساليب الفنية والتقنية في هذا المجال.

ولتجاوز هذا التحدي، يمكن للدول أن تؤسس مؤسسات تدريبية في المجال الدبلوماسي أو أن تقيم  شراكة مع مؤسسة DiploFondation التي تدير دورات وبرامج تدريبية في مجال الدبلوماسية المعاصرة والشؤون الرقمية، ولا سيما في البلدان النامية. حيث تشمل بعض المجالات المواضيعية في الدبلوماسية متعددة الأطراف والثنائية، اللغة والدبلوماسية، بالإضافة إلى الموضوعات الموجهة نحو التكنولوجيا بما في ذلك الأمن السبيراني وإدارة الإنترنيت[32].

 4الاعتراف بالسفارة الافتراضية من قبل المجتمع الدولي: فهو مسألة غاية في الأهمية، حيث قد ترفض بعض الدول الاعتراف بشرعية هذه السفارة أو التعاون معها، مما يؤثر على قدرتها على أداء مهامها.

وفي الواقع الدولي يكشف أنه يوجد عدد قليل من الدول تبنت هذا النموذج من السفارات، وبالتالي يتوقف الاعتراف بهذه السفارات على مدى قبولها من طرف الدولة المضيفة والمجتمع الدولي.

وعليه، إن الخيارات المستقبلية للدول في تفعيل السفارة الافتراضية في علاقاتها الدولية في ظل التحديات الرقمية، يجعل من الضروري وضع إطار قانوني دولي والبحث عن وسائل أمنية خاصة، يمكن من خلالها ضبط التفاعلات الدبلوماسية الرقمية بين الفاعلين الدوليين، وتحميل المسؤولية عن الأفعال التي تعد خرقا للإطار القانوني المنظم للسفارة الافتراضية سواء من طرف الدول أو الأفراد.

  الخلاصات

تأسيسا على ما تقدم، تم التوصل إلى أن السفارة الافتراضية تلعب دورا حيويا في تعزيز وتسهيل العلاقات الدولية. إذ تسمح بتوفير خدمات دبلوماسية وقنوات اتصال فعالة بين الدول ومواطنيها دون الحاجة لوجود مادي ملموس للسفارة في كل بلد. كما أنها تقلل من التكاليف والزمن المطلوبين للتواصل وتقديم الخدمات، وتعزز التفاهم الثقافي والاقتصادي بين الدول وتعزز العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية.

كما يستنتج أن عمل السفارة الافتراضية يفتقر إلى إطار مرجعي يؤطر أداءها في العلاقات الدبلوماسية، بالرغم أن مهامها الدبلوماسية تتوافق مع بعض المقتضيات في اتفاقية فيينا لعام 1961. كما أن افتتاح هذا النوع من السفارات يحتاج إلى مؤهلات تكنولوجية كبيرة وعالية في التواصل، لضمان نجاح أداءها وبلوغ تطلعاتها الدبلوماسية في العالم الرقمي.

وأخيرا، إن إضافة مهام السفارة الافتراضية في القانون الدبلوماسي يحتاج إلى التوافق بين الدول على إطار قانوني جديد ينظم هذا النوع من البعثات. والذي يمكن أن يكون خطوة مهمة لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة. وذلك من خلال إدراج مواد جديدة في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية  تؤطر مهام السفارة الافتراضية.

 

 

قائمة المصادر المعتمدة.

  1. الكتب:
  • عبد الفتاح على الرشدان، محمد خليل الموسى، أصول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، المركز العلمي للدراسات السياسية، عمان- الأردن، الطبعة الأولى2005.
  • همام هاشم الألوسي، الدبلوماسية: خصائصها الأساسية وتعاملاتها في المعاملات الدبلوماسية والقنصلية والبروتوكولية والاتيكيت والعلاقات الدولية متعددة الأطراف، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع- الرباط، الطبعة الأولى 2007.
  • علي الشامي، الدبلوماسية: نشأتها وتطورها وقواعدها، ونظام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان-الاردن، السنة 2007.
  • عبد الواحد الناصر، أصول التدبير الدبلوماسي، منشورات الزمن، الرباط، السنة2008.
  • عثمان الزياني، الدبلوماسية الرقمية في خدمة قضية الصحراء: بين التمكين الدبلوماسي للمواطن ونجاعة استخدام القوة الناعمة، مؤلف جماعي بعنوان الصحراء المغربية والحلول الممكنة: بين تعدد المقتربات واختلاف المدخلات وتنوع السيناريوهات، مركز الدراسات والأبحاث القانونية والقضائية والاجتماعية، الطبعة الأولى 2020.
  • العربي العربي، الدبلوماسية الرقمية وتأثيراتها في العلاقات الدولية، لباب للدراسات الاستراتيجية والاعلامية، دورية تصدر عن مركز الجزيرة للدراسات، العدد 10، السنة الثالثة – 2021.
  1. اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية:
  • المادة 2 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
  • المادة 3 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
  • المادة 24 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

 

  1. الموارد الالكترونية
  • سفارة المستقبل: دراسة لتطوير الدبلوماسية الأمريكية، 23 اكتوبر 2007، https://www.raya.com /
  • فيصل حضره، السفارة الافتراضية: رقمنة الدبلوماسية، 29 دجنبر 2017، مقال متوفر بالموقع التالي alttahrer.com
  • عبد المجيد خميجة، الحماية القضائية للمعطيات الشخصية، مقال متوفر على الرابط التالي https://www.fsjesouissi.com/2019/03/Protection-judiciaire-donnes-personnelles.html
  • تحليل قانوني: حماية المعطيات الشخصية في ضوء مشروع القانون الجديد، 10 ماي2018، https://www.researchmedia.org/donnees-perso-acces-info-ar/
  • الميتافيرس مستقبل الحكومات والبداية سفارات افتراضية، 30 شتنبر 2022، مقال متوفر بالموقع التالي albayan.com
  • باربادوس تخطط لافتتاح أول سفارة رقمية في العالم، 17/11/2021، https://www.annahar.com/arabic/section/4- تاريخ الزيارة 19/05/2024،
  • أمن سيبراني- ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا، 25 يونيو 2021، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات، تقرير متوفر بالموقع التالي:europarabct.com
  • خالد وليد محمود، التحدي السيبراني..كيف تتسابق المقاومة وإسرائيل لصناعة الحقيقة، 04/01/2024، مقال متوفر على الرابط التالي aljazera.net

 

  1. المراجع الأجنبية:

.

● Sweden first to open embassy in Second Life. August 9, 200711:10 .  https://www.reuters.com/article/idUSL30348893/

 

 

 

[1]  همام هاشم الألوسي، الدبلوماسية: خصائصها الأساسية وتعاملاتها في المعاملات الدبلوماسية والقنصلية والبروتوكولية والاتيكيت والعلاقات الدولية متعددة الأطراف، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع- الرباط، الطبعة الأولى 2007، ص23.

[2]   علي الشامي، الدبلوماسية: نشأتها وتطورها وقواعدها، ونظام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان-الأردن، السنة 2007، ص42.

[3] Hanson, F. “The New Public Diplomacy and Digital Age: The Case of the United States.” The Hague Journal of Diplomacy, 7.edition. 2012,pp 373-383.

[4]  همام هاشم الألوسي، مرجع سابق، ص21.

[5]  عبد الفتاح على الرشدان، محمد خليل الموسى، أصول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، المركز العلمي للدراسات السياسية، عمان- الأردن، الطبعة الأولى2005، ص108.

[6]  همام هاشم الألوسي، مرجع سابق، ص 22.

[7]  عبد الفتاح على الرشدان، محمد خليل الموسى، مرجع سابق، ص 212.

[8]  نفس المرجع والصفحة.

[9]  المادة 3 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 تحدد الوظائف الأساسية للبعثات الدبلوماسية. تشمل هذه الوظائف ما يلي:

  1. تمثيل الدولة الموفدة لدى الدولة المستقبلة: حيث تمثل البعثة الدبلوماسية الدولة التي أوفدتها أمام الدولة المستقبلة.
  2. حماية مصالح الدولة الموفدة ومواطنيها: تقوم البعثة بحماية مصالح الدولة التي أوفدتها ومواطنيها داخل الدولة المستقبلة، وذلك في نطاق ما تسمح به القوانين والأعراف الدولية.
  3. التفاوض مع حكومة الدولة المستقبلة: تساهم البعثة في التفاوض مع حكومة الدولة المستقبلة في مختلف المجالات التي تهم الدولتين.
  4. استطلاع الأوضاع والتطورات: تقوم البعثة بجمع المعلومات عن الأوضاع والتطورات في الدولة المستقبلة وتقديم تقارير عنها إلى حكومة الدولة الموفدة.
  5. تعزيز العلاقات الودية: تسعى البعثة إلى تعزيز العلاقات الودية بين الدولة الموفدة والدولة المستقبلة، وتطوير علاقات التعاون بينهما في كافة المجالات، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية.

 

[10] عثمان الزياني، الدبلوماسية  الرقمية في خدمة قضية الصحراء: بين التمكين الدبلوماسي للمواطن ونجاعة استخدام القوة الناعمة، مؤلف جماعي بعنوان الصحراء المغربية والحلول الممكنة: بين تعدد المقتربات  واختلاف المدخلات وتنوع السيناريوهات، مركز الدراسات والأبحاث القانونية والقضائية والاجتماعية، الطبعة الأولى 2020، ص 210.

[11]  عثمان الزياني، مرجع سابق، ص210.

[12] أنظر إلى المادة 2 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

[13] هي منظمة دولية غير ربحية تأسست عام 2002 من قبل حكومتي مالطا وسويسرا. هي متخصصة في تنمية القدرات والبحث في مجالات الدبلوماسية الرقمية وإدارة الإنترنيت وسياسة التكنولوجيا. للمزيد من المعلومات يمكن زيارة الرابط التالي. https://www.diplomacy.edu/

[14] العربي العربي، الدبلوماسية الرقمية وتأثيراتها في العلاقات الدولية، لباب للدراسات الاستراتيجية والاعلامية، دورية تصدر عن مركز الجزيرة للدراسات، العدد 10، السنة الثالثة – 2021، ص145.

[15] فيصل حضره،  السفارة الافتراضية : رقمنة الدبلوماسية، 29 دجنبر 2017، مقال متوفر بالموقع التالي www.alttahrer.com   تاريخ الزيارة 11 ماي2024، 14:27.

[16] Sweden first to open embassy in Second Life. August 9, 200711:10 .  https://www.reuters.com/article/idUSL30348893/

[17] Maldives Unveils World’s First Virtual Embassy Embargoed until: 22 May 2007  chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://archive1.diplomacy.edu/pool/fileInline.php?idpool=463 ,

[18] لقيت السفارة الافتراضية الأمريكية في إيران اهتماما كبيرا من الإيرانيين، حيث جذبت آلاف الزوار على موقعها الإلكتروني، إلا أن بعد يوم من إطلاق هذه السفارة الأمريكية قامت السلطات الإيرانية بحجب موقعها الافتراضي، خشية من مؤامرة الولايات المتحدة الأمريكية على إيران.

[19] فيصل حضره، مرجع سابق.

[20] Nikolai F. Rice, Estonia’s Digital Embassies and the Concept of Sovereignty, October 10, 2019 Estonia’s Digital Embassies and the Concept of Sovereignty – Georgetown Security Studies Review ,

[21] الميتافيرس مستقبل الحكومات والبداية : سفارات افتراضية، 30 شتنبر 2022، مقال متوفر بالموقع التالي www.albayan.com     تاريخ الزيارة 11 ماي 2024، 21:42.

[22] باربادوس تخطط لافتتاح أول سفارة رقمية في العالم، 17/11/2021، https://www.annahar.com/arabic/section/4-   تاريخ الزيارة 19/05/2024، 14:34.

[23] عبد الواحد الناصر، أًصول التدبير الدبلوماسي، منشورات الزمن، الرباط، السنة2008، ص 19.

[24]  أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الامريكي، دراسة بعنوان سفارة المستقبل، قدمت عشر توصيات لتحسين الأداء الدبلوماسي في السفارات الامريكية في الخارج، وأبرز ما ورد فيها، اقتراح بتوظيف ألف دبلوماسي جديد، وتأسيس سفارات افتراضية في المناطق ذات الحضور الامريكي الضعيف أو المعدوم.

وشارك في إعداد هذه الدراسة، عدد من كبار الدبلوماسيين الامريكيين المتقاعدين، إضافة إلي بعض المسؤولين السابقين السياسيين والعسكريين، والخبراء والاكاديميين. وموّلتها مؤسسة أونا تشابمان كوكس، التي تتابع توجهات السياسة الخارجية الأمريكية.

[25]  سفارة المستقبل: دراسة لتطوير الدبلوماسية الأمريكية، 23 اكتوبر 2007، https://www.raya.com /  تاريخ الزيارة 25 ماي 2024، 15:06

[26]  فيصل حضره، مرجع سابق.

[27]  خالد وليد محمود، التحدي السيبراني..كيف تتسابق المقاومة وإسرائيل لصناعة الحقيقة، 04/01/2024، مقال متوفر على الرابط التالي www.aljazera.net    تاريخ الزيارة 19 ماي 2024، 22:51.

[28]  أمن سيبراني-  ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا، 25 يونيو 2021، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات، تقرير متوفر بالموقع التالي:www.europarabct.com   تاريخ الزيارة 11 ماي2024، 16:13.

[29]  المادة 24 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 تنص على أن ” تكون حرمة محفوظات البعثة ووثائقها مصونة دائما أيا كان مكانها.

[30]  تحليل قانوني: حماية المعطيات الشخصية في ضوء مشروع القانون الجديد، 10 ماي2018، https://www.researchmedia.org/donnees-perso-acces-info-ar/ تاريخ الزيارة 19/05/2024، 15:30.

[31]  عبد المجيد خميجة، الحماية القضائية للمعطيات الشخصية، مقال متوفر على الرابط التالي https://www.fsjesouissi.com/2019/03/Protection-judiciaire-donnes-personnelles.html   تاريخ الزيارة 20 ماي 2024، 10:34.

[32] About Diplo, https://www.diplomacy.edu/about-diplo/,

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى