التربية الإعلامية ودورها في مواجهة تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم –
Media education and its role in facing the challenges of applying artificial intelligence technology in the field of education
التربية الإعلامية ودورها في مواجهة تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم
Media education and its role in facing the challenges of applying artificial intelligence technology in the field of education
د. روان يوسف السليحات
محاضر غير متفرغ،قسم أصول التربية،الجامعة الأردنية/الأردن
د.هلا عبد الرزاق الصلاحات
باحثة، أصول التربية، الجامعة الأردنية/ الأردن
https://orcid.org/0009-0004-5217-7366
د. نايف لافي بطي المطيرى
محاضر غير متفرغ، تخصص إدارة تربوية وأصول
مجلة القانون والأعمال الدولية الإصدار رقم 53 غشت – شتنبر 2024
الاميل الرسمي للمجلة : mforki22@gmail.com
للتواصل عبر الواتساب : 0687407665
لتحميل الاصدار و البحث :
الملخص
الأهداف: تهدف الدراسة تعرُف دور التربية الإعلامية في مواجهة تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. المنهج: وتختلف الدراسة الراهنة عن الدراسات السابقة في منهجية الدراسة، إذ تعتمد الدراسة الحالية على تحليل الأدبيات التربوية التي تداولت الموضوع من خلال المنهج الوصفي التحليلي. النتائج: توصل الباحثون لعدد من النتائج وأبرزها أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم يواجه عدداً من التحديات مثل: ضعف البنية التحتية، نقص الخبرات والكوادر الفنية، مقاومة التغيير، ضعف المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا، وتعد التربية الإعلامية ذات أهمية في مواجهة كافة التحديات التي تواجه المجتمعات، وبالأخص التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا والتطورات الحديثة، وتسهم التربية الإعلامية في توجيه الفرد للقيم والمبادئ الإيجابية السليمة، كما تعزز التربية الإعلامية من قدرات الفرد وتعزز مهاراته المرتبطة بكافة التقنيات الحديثة. الخاتمة:وأوصى الباحثون بإستغلال الوسائل الإعلامية كافة لتوعية كافة أفراد المجتمع بتقنية الذكاء الاصطناعي لمواجهة المخاطر التي قد تنتج عنها وخاصة في مجال التعليم، إدراج مناهج مرتبطة بالتربية الإعلامية في المدارس والجامعات، وتضمين كافة القضايا التي تخص العالم والمجتمع والفرد، ومن ضمنها القضايا المرتبطة بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا، والعمل على تضمين كافة المفاهيم المدرجة في العصر الرقمي.
الكلمات المفتاحية:التربية الإعلامية، الذكاء الإصطناعي.
ABSTRACT
Objectives: The study aims to identify the role of media education in facing the challenges of applying artificial intelligence technology in the field of education. Methods: The current study differs from previous studies in the methodology of the study, as the current study relies on the analysis of educational literature that has dealt with the subject through the descriptive and analytical approach. Result: The researchers reached a number of results, the most prominent of which is that the application of artificial intelligence in the field of education faces a number of challenges, such as: weak infrastructure, lack of expertise and technical personnel, resistance to change, weak skills related to technology, and media education is important in confronting all the challenges facing societies. Especially the challenges associated with technology and modern developments. Media education contributes to guiding the individual to sound positive values and principles. Media education also enhances the individual’s capabilities and enhances his skills related to all modern technologies. Conclusion: The researchers recommended exploiting all media outlets to educate all members of society about artificial intelligence technology to confront the risks that may result from it, especially in the field of education, including curricula related to media education in schools and universities, and including all issues related to the world, society, and the individual, including issues related to modern technologies. And technology, and working to include all the concepts included in the digital age.
Keywords: media education, artificial intelligence.
المقدمة
شهد العالم في سنواته الأخيرة ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ظهرت أثارها في أغلب مجالات الحياة، إذ لا يخلو أي مجال من توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء في الطب والهندسة والتسليح والتصنيع والاستثمار وعلوم الفضاء والاتصال(المهدي،2021).
وقد أدى ظهور هذه التطبيقات إلى تحولات كبيرة في نمط الحياة، إذ نتج عنها العديد من الفرص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إعادة تشكيل وسائل النقل، والصحة، والعلوم، وسوق العمل، حيث تتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة، وتخطيطاً أفضل، ومشاركة أسرع للمعرفة خاصة في الأزمات(عبد الحميد،2020)، كما أصبح الذكاء الاصطناعي ذات أهمية كبيرة في مجال التعليم، بسبب إمكانية اتخاذه قرارات معقدة، وإمكاناته الهائلة التي يمكن أن يضيفها إلى مجالات الدراسة المختلفة. بالإضافة إلى وجود قدرة لدى برامج الذكاء الصناعي على التوصل لحل المسائل حتى مع عدم اكتمال البيانات، بل إنها تستطيع التعامل مع البيانات المتناقضة والمتضادة أحيانًا، كما أنه يوفر الوقت والجهد ويسهم في توفير واقع بديل للطلاب، كما أنها تعوِّد الطلاب على المواجهة، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، ويسهم في عرض الأسئلة على الطلبة بطريقة تكشف نقاط الضعف لكل طفل، والاستعدادات العقلية لكل طالب، بالإضافة إلى متابعة واستكشاف أساليب المتعلمين، ويساعد الذكاء الاصطناعي الطلاب على حسن اختيار الأسئلة، كما يُعد فضاء كبيرًا وتنفيسًا عنهم، إذ إن التجارب أثبتت أن الطلاب يكونون أكثر قدرة على التحاور بعيدًا عن المدرس(فطاني،2020).
ويعد الذكاء الاصطناعي أحد العلوم الحديثة والمبتكرة والتي تعتمد على الحاسوب وبرامجه بشكل أساسي، إذ يعتبر حجر الأساس في جعل الآلات المحوسبة والمبرمجة تقوم بمهام مماثلة مشابهة لعمليات الذكاء البشري التي تتمثل في التعلم واتخاذ القرارات والاستنباط، وقد شهد الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة تطورات هائلة والتي أحدثت ثورة في الطرق التي يعيشها الإنسان، وقد تم إدخال هذه التكنولوجيا في مجال التعليم(العتل والعنزي والعجمي(2021)، إلا أن دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تواجه عدد من التحديات والتي تتمثل في حدودية البيانات أو عدم دقتها، الأمر الذي يؤثر سلباً على جودة ودقة المخرجات المتحصل عليها، كما تعتبر العوامل الدينية والأخلاقية أثناء تطبيق الذكاء الاصطناعي، من التحديات، نظراً للمخاطر التي قد يحملها هذا التطبيق الواسع للذكاء الاصطناعي مع الإمكانية المستمرة للتطور والتحديث، إضافة إلى حدوث ما يسمى «بالفجوة الرقمية»، والتي سيترتب عليها عدم التوازن مع من تم حرمان الفرد من التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي(حلاوة،2022)
كما أشار تركي(2023) إلى بعض من التحديات والصعوبات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم ومن ضمنها؛ عدم انسجام البيانات المستخدمة في أنظمته مع الواقع، ومحدودية الكفاءات التكنولوجية، إضافة إلى مدى قبولها في المجتمع، حيث أن بعض الأفراد لا يتقبلون هذه التطبيقات بشكل عام، كما أن البنية التحتية وضعفها والمتطلبات العالية لتجهيزها تعد من ضمن التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وجود بعض التطبيقات غير الآمنة والتي تكون عرضة لهجمات حاسوبية بطريقة أو بأخرى، إضافة إلى نقص التنوع في مجال بحوث الذكاء الاصطناعي وصناعته.
وتعد التربية الإعلامية مطلباً هاماً لتنمية المواطنة الواعية المسؤولة، ومن خلالها يتم متابعة سلوكيات الطلبة داخل أي مؤسسة تعليمية وخارجها، إذ أنها تعمل على تعزيز وتنمية العديد من السلوكيات والمظاهر السلوكية للمسؤولية الاجتماعية، وقد حددت اليونسكو عدة أسباب للاهتمام بالتربية الإعلامية وتتمثل في:التدفق الإعلامي الهائل الذي يعيشه العالم حالياً مع ما يتعرض له المتلقون من تنـوع خاصةً الشباب بما له من تأثير على الحياة الاجتماعية للشباب لم يعد من الممكن الاكتفاء بإدانة وسائل الإعلام بل يجب الاعتراف بأنها تُشكل جزءاً مهماً من مكونات الحياة الحديثة، ويمكن أن تُمثل أحد المكونات التي تعمل علـى تنميـة المشـاركة الإيجابية لأفراد المجتمع، كما أنه يوجد بعض الاختلافات بين المنظومة التعليمية والحياة الواقعية، وهو ما يعيق إعـداد الشباب بالأسلوب السليم للدخول للحياة العملية(حسن،2015).
كما أنه من خلال التربية الإعلامية يتم إعداد الفرد وتعليمه كيفية استخدام الوسائل التكنولوجية بالطرق السليمة المناسبة والتي تجلب المنفعة، من خلال تدريب الطلبة على الالتزام بمعايير السلوك الإيجابي عند استخدام هذه الوسائل سواء في المؤسسة التعليمية أو خارجها، وبالتالي تكسب الفرد مهارات التعامل مع الوسائل التكنولوجية، كمهارات التفكير الناقد للمحتوى الرقمي والمهارات الاجتماعية(عوف،2021).
وفي ضوء مراجعة الدراسات السابقة حول موضوع التربية الإعلامية ودورها في مواجهة تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، تم الوقوف على عدد من الدراسات التي تناولت الموضوع بأشكال مختلفة، ومنها دراسة العتل والعنزي والعجمي(2021) التي هدفت إلى التعرف على أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، والتحديات التي تواجه استخدامها في التعليم من وجهة نظر طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت، وأثر متغيرات(النوع، السنة الدراسية، و المعدل التراكمي) في ذلك، واستخدم الباحثون المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من (229) طالباً وطالبةً يدرسون مقرر طرق تدريس الحاسوب بكلية التربية الأساسية، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة(0.05) بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية وفقا لمتغير السنة الدراسية, بينما لا توجد فروق حول التحديات التي تواجه استخدامها في التعليم، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق حول التحديات التي تواجه استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في التعليم وفقا لمتغيري النوع والمعدل التراكمي، بينما لا توجد فروق حول أهميتها في العملية التعليمية.
كما هدفت دراسة مختار(2022) إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، من خلال اعتماده على المصادر والمراجع كالكتب والمجلات والتقارير، وشبكة الإنترنت، وقد توصل الباحث لعدد من النتائج ومن ضمنها:أن ربط الذكاء الاصطناعي بالتعليم تطرح العديد من التحديات والتي تتمثل في تحقيق التكافؤ بين الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم والتعليم من أجل الذكاء الاصطناعي، مع توفير إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا للجميع.
وهدفت دراسة تركي(2023) إلى تحديد التحديات التي تواجه تطبيق برامج الذكاء الاصطناعي في تعميم الموهوبين، وتقديم بعض الحلول والمؤشرات لآفاقه المستقبلية، ولتحقيق ذلك قام اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (100) طالباً وطالبةً، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية من مدارس الملك عبدالله للتميز في إقليم الجنوب، وتوصل الباحث لعدد من النتائج أهمها؛ أن واقع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد جاء بدرجة متوسطة، كما أظهرت أن المتوسط العام لاستجابات أفراد العينة ونسبة الاتفاق تجاه التحديات التي تواجه هذا التطبيق قد جاءت مرتفعة، وفيما يتعلق بأكثر المقترحات كمؤشرات مستقبلية قد تسهم في تطوير برامج الذكاء الاصطناعي؛ فقد كانت توظيف بيئات التعلم القائمة على الذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات التدريس لدى معلمي الموهوبين، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التخطيط الإستراتيجي للمدرسة.
وتناولت الدراسات السابقة العديد من الموضوعات التي ترتبط بالمفاهيم الرئيسية بهذه الدراسة كدراسة مختار(2022)، وبينت الدراسات الأخرى العديد من الجوانب المختلفة، وقد تباينت العلاقات والمتغيرات من دراسة إلى أخرى، وتنوعت منهجيات البحث في الدراسات السابقة ووسائل الحصول على المعلومات، وقد استفادت هذه الدراسة من الدراسات السابقة بشكل كبير في إثراء أدبها النظري وفي صياغة المشكلة والأسئلة والأهمية والأهداف، كما أن تلك الدراسات وجهت الباحثتان إلى العديد من المراجع المناسبة، ومكنتهم من تكوين تصور شامل عن الأطر النظرية التي ينبغي أن تشملها دراسته، وتتميز الدراسة الحالية بتركيزها على الدور التي تلعبه التربية الإعلامية في مواجهة تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وإتباع المنهج الوصفي التحليلي، وقد تشابهت الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في اختيارها موضوع تحديات الذكاء الاصطناعي مثل دراسة تركي(2023)، التي هدفت إلى تحديد التحديات التي تواجه تطبيق برامج الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق أتت هذه الدراسة لمعرفة دور التربية الإعلامية في مواجهة تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ماهية التربية الإعلامية ومفهومها؟
- أهمية التربية الإعلامية وأهدافها ؟
- ماهية الذكاء الاصطناعي، وأهميته وأهدافه ؟
- ما التحديات التي تواجه تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم؟
- ما دور التربية الإعلامية في مواجهة تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم؟
المحور الأول: التربية الإعلامية
أولاً: ماهية التربية الإعلامية ومفهومها
تؤدي التربية الإعلامية دور هام في مواجهة تأثيرات الإعلام على حياتنا، إذ أن الإعلام في وقتنا الحالي يعتبر سلطة تؤثر على القيم والمعتقدات والتوجهات والأفكار التي يمتلكها الأشخاص في مختلف نواحي الحياة، ولذلك فإن التربية الإعلامية تهدف بالدرجة الأولى إلى إعداد الأفراد لفهم الثقافة الإعلامية لتمكينهم من انتقاء الجيد منها، والتعامل والتفاعل معها بصورة فعالة.
يعتبر مفهـوم التربيـة الإعلامَّيـة مفهوم شامل ُيعَنـي بالإفـادة والفهـم والتقيـيم والنقـد ّالإعلامي والتعرف على جواِنب الإفادة والضرر الإعلاِمي من هذه الوسائل المختلفة، وللتربية الإعلاميـــة مصـــطلحات أخـــرى مشـــابهة وهـــي: التعلـــيم الإعلامـي، ومحـو الأميـة الإعلاميـة.
وتعرف التربية الإعلامية بأنها: “الجهود المخططة للمؤسسات التربوية والتعليمية الرسمية وغير الرسمية التي تهدف إلى تمكين الأفراد من وسائل الإعلام ومنتجاتها وممارسة حقوقه الاتصالية عليها، من خلال تنمية المعارف والمهارات الخاصة باختيار الوسائل، والتحليل الناقد للرسائل، والمشاركة الإبداعية في إنتاج الرموز والمعاني لبناء المواطن الصالح الذي يسهم في نمو المجتمع واستقراره وثبات النظام الاجتماعي ودعم المعايير الثقافية والأخلاقية” (ناصر،2016).
عرفها مسلم وعزيز وجاب الله(2017، 172) بأنها” تنمي لدى الطالب الوعي بأهمية تكوين التفكير الناقد للمضامين الإعلامية وتنمية مهارات استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، لحماية الأطفال والنشء من المضامين الهدامة لبناء جيل قو ي قادر على الإنتاج والإبداع.
أمـا اليونسـكو فقـد عرفـت التربيـة الإعلاميـة علـى أنهـا تسـاعد علـى التعامـل مـع جمهـور وســائل الاتصــال بمــا تشــمله مــن كلمــات مطبوعــة، أو رســومات، أو صــوتيات، أو رســوم متحركة، وتمكن الأفراد من اكتساب وفهـم مهـارات اسـتخدام هـذه الوسـائل، للتواصـل مـع الآخــرين في مجــتمعهم، فتضــمن تعلــم الأفــراد كيفيــة التفكيــر النقــدي، للتحليــل وإنشــاء النصوص لوسائل الإعلام وتحديد مصادرها، ومصـالحها السياسـية والتجاريـة والثقافيـة، ثم تفسير هذه الرسـائل والقـيم التـي تقـدمها وسـائل الإعـلام(العاطي،2021).
ويعرفها القرني (2019) بأنها قدرة الأفراد على الاستخدام الواعي لوسائل الإعلام من فهم وتحليل ونقد وتقييم وتقويم المضامين الإعلامية بأشكالها المختلفة، كما وتسهم في تطوير إدراكهم والارتقاء باهتماماتهم وهي تمثل رد فعل للبيئة الإعلامية المعقدة والمستحدثات التكنولوجية التي تحيط بهم.
ومن خلال ما سبق يعرف الباحثين التربية الإعلامية بأنها إعداد الأفراد وتنشئتهم وتوعيتهم بالرسائل الإعلامية وتنمية قدرتهم على تحليلها ونقدها لاختيار ما يتناسب أفكارهم وتطلعاتهم بما يتناسب مع التطورات الاجتماعية والتكنولوجيا، وحثهم على المشاركة الفعالة في إنتاجها بما يسهم في تطور ونمو مجتمعاتهم، بالإضافة الى تربيتهم على الاستفادة منها وتجنب سلبياتها بما يتوافق مع قيمهم وأفكارهم وتطلعاتهم والتطورات الهائلة في كافة المجالات وخاصة التكنولوجيا منها.
ثانياً: أهمية التربية الإعلامية
يعد الإعلام من أكثر وسائل التنشئة الاجتماعية تأثيراً وخاصة في ظل التطورات التقنية والتكنولوجيا الهائلة،و للتربية الإعلامية أهمية قصوى في ظل الدور المتنامي لوسائل الاتصال التي تعد الناقل الأساسي للثقافة، والتي تعتبر من أهم الأدوات ثقافية التي تساعد على التأثير في المواقف أو دعمها أو رفضها، وعلى نشر وتعزيز الأنماط السلوكية وتحقيق التكامل الاجتماعي كما تؤدى دوراً أساسياً في تطبيق السياسات الثقافية، بالإضافة إلى أن التربية الإعلامية تسهل وصول الأفراد إلى المهارات والخبرات التي يحتاجونها لفهم الكيفية التي يشكل بها الإعلام إدراكهم، وتهيئتهم للمشاركة في اتخاذ القرارات المهمة لهم.
وتؤدي التربية الإعلامية دوراً بارزاً في إكساب الطلاب الثقافة الاجتماعية النقية وامتلاكهم مهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء والمتغيرات، فضلاً عن المهارات التركيبية ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال وتمكنهم من استيعاب الخصوصيات الثقافية في علاقتها مع العموميات والمتغيرات الثقافية (ناصر،2016).
وقد لخص كل من رضا وسعيود(2020) أهمية التربية الإعلامية، كما يلي:
- تعد التربية الإعلامية جزء من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم هكذا ترى منظمة اليونسكو أهمية التربية الإعلامية بسبب سلطة الإعلام المؤثرة في العالم المعاصر.
- بدون الوعي الإعلامي سينشأ كثيرا من أبناءنا وهم معصوبي الأعين في عالم تتجاذبه الصراعات والأهواء والمصالح ولا يرحم الضعفاء.
- هناك أشياء كثيرة لا يضر الجهل والوعي الإعلامي ليس واحدا منها .
- نحن نتحدث كثيرا عن أهمية الوعي الإعلامي ولكن كيف نزرعه في أبنائنا، ونجعلهم يكتسبون هذه المهارة إنها ببساطة التربية الإعلامية.
- إن الوعي الإعلامي مهارة ترافق أبنائنا طوال حياتهم، وليست مادة دراسية ينساها الطالب بمجرد انتهاء الامتحان أو عندما يختار تخصصا علميا في مجال بعيدا عنها.
- تعد التربية الإعلامية عاملا فعالا في نشر ثقافة الحوار في المجتمع، وتساعد المتعلم أن يكون ايجابياً، ويشارك بفعالية في تنمية مجتمعه وتقدمه وبنائه.
وتبرز أهمية التربية الإعلامية في وقتنا الحالي في محاولة التكيف مع التطـور التكنولـوجي لوسـائل الإعـلام والاتصـال فأصبحت التكنولوجيا عنصر مهم لكل مظاهر الحيـاة، فتكنولوجيا الاتصال والمعلومات تعني كـل مـا ترتـب علـى الانـدماج بـين تكنولوجيا الكمبيوتر والتكنولوجيـا السـلكية واللاسـلكية؛ أدى هـذا الانـدماج إلـى ظهـور العديـد مـن الوسـائل الإعلاميـة الحديثـة مثـل الصـحافة الإلكترونيـة، والتلفزيون الكابلي والراديو الرقمي، أو ما يعرف براديو الإنترنت، والذكاء الاصطناعي، واستخدامها بالشكل الامن والصحيح لتلبية احتياجات الأفراد في كافة المجالات.
ثالثاً: أهداف التربية الإعلامية:
تتطلب وسائل الإعـلام ـتعلم تبنـي تكنولوجيـا رائـدة ومبتكرة تساعد في فهم العالم بما يحتويه من قـيم وأفكـار، وتساعد الفرد على فهم نفسه والآخرين والحياة عامـة، مـن خـلال رسـائل فكريـة وسياسـية متنوعـة تساند ما يتم تقـديمه في المؤسسات التعليمية، و الإعلام التربـوي قــادر علــى الإفــادة مــن وســائل الاتصــال الحديثــة وتطويعهــا لخدمــة الفعــل التربــوي؛ لأن الإعلام التربوي يعتبر أحد أركان الفعل التربوي الأساسـية، والـذي بواسـطته يـتم الارتقـاء بالطالب إلى مستوى الاختبار، واتخاذ القرارات المناسـبة فيمـا يخـص مسـتقبله الدراسـي، ًوتـمكنه مـن مسـايرة التطـورات الناتجـة عـن المسـتوى العلمـي والتقنـي والمعـرفي، وبالتــالي التغيرات الطارئة على كافة المستويات.
وتلخص دراسة حسن(2015) أهداف التربية بما يلي:
- تكوين جيل قوي منتج ومبدع لديه علم بما يدور حول العالم من تطورات سياسية وفكرية واجتماعية وتكنولوجية.
- حمايــة الشباب مــن التــأثيرات الســلبية لوســائل الإعــلام ومضــامينها المختلفة، خاصة لما نعيشه في زمن العولمة وعصر السماوات المفتوحة.
- تنمية مهارات التفكير الناقد والمشاهدة الواعية للأحداث الوطنية والإقليمية والعالمية.
- إكساب طلاب الجامعات المبادئ الأساسـية لتحليـل وتفسـير ونقـد كـل مـا من مضامين إعلامية ذات أهداف مقصودة وغير مقصودة.
- مساعدة الطلاب على التعبير عن آرائهم بحرية ومشاركتهم بكل الأحداث العالمية.
- دعم الهوية الثقافية والمحافظة عليها.\
- إمــداد الأفراد بالمعلومــات والمعــارف لفهــم الأيــديولوجيات الخاصــة بوسائل الإعلام التي تسعى لتحقيقها.
- تحقيـق التمسـك بالعقيـدة والقـيم الدينيـة عنـد التقيـيم والحكـم علـى صـلاحية المضامين الإعلامية.
- تحقيق الاتصال الفعال بين كافة طوائف المجتمع ووسائل الإعلام.
يتبين بأن الهدف الرئيسي للتربية الإعلامية وخاصة في وقتنا الحالي هو تعزيز المبادئ والقيم والأخلاق التي يمتلكها الفرد أثناء تعامله مع المحتوى الإعلامي وخاصة في ظل الثورة التكنولوجية واستغلالها لصالحه وتسهيل حياته وخاصة بوجود تطبيقات عديدة للذكاء الاصطناعي في كافة المجالات وأبرزها التعليمي بالإضافة إلى تعزيز مبادئ المواطنة الرقمية أثناء استخدامها.
المحور الثاني: الذكاء الإصطناعي
أولًا: ماهية الذكاء الاصطناعي (مفهوم الذكاء الاصطناعي)
يُعتبر الذكاء الاصطناعي واحدًا من أبرز التطورات التكنولوجية التي سعى الإنسان إلى تحقيقها على مر العصور، إذ أنه منذ قديم الأزل، حلم البشر بتطوير آليات قادرة على التحليل واتخاذ قرارات بشكل ذاتي، وقد تحققت هذه الطموحات على مر العصور بالتقدم التكنولوجي. في القرن الواحد والعشرين، تحولت هذه الأحلام من خيال إلى حقيقة من خلال تقنيات قادرة على الأداء الذاتي. ومع أن هذه التقنيات لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تُقدم إيجابيات وسلبيات، وتمنح هذه التقنيات البشر فرصًا جديدة لتحسين حياتهم وتمكينهم من الحصول على حياة كريمة، محافظة على حقوقهم الأساسية. ومع ذلك، تثير هذه التطورات، بطبيعة جديدة، تحديات ومخاطر على حقوق الأفراد وحرياتهم العامة. إذ يجب على المجتمع أن يواجه هذه التحديات لضمان استفادة الجميع من فوائد التكنولوجيا دون التأثير الضار على الحقوق والحريات الأساسية للفرد(هلال وآخرون، 2022).
ويطلق على تقنية الذكاء الاصطناعي اختصار(AL) وهو أحد العلوم التي نتجت عن الثورة التكنولوجية المعاصرة، والذي بدأ خلال عام 1956 في كلية دارتموث في هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان يهدف في البداية إلى محاكاة كل واحدة من مختلف قدرات الذكاء بواسطة آلالات، وذلك من خلال فهم العمليات الذهنية المعقدة التي يقوم بها العقل البشري أثناء ممارسته التفكير وكيفية معالجته للمعلومات، ومن ثم يتم ترجمة هذه العمليات الذهنية إلى ما يوازيها من عمليات حوسيبة تزيد من قدرة الحاسب على حل المشاكل المعقدة، ولهذا عرف الذكاء الاصطناعي في البداية بأنه” أحد مجالات الكمبيوتر يختص ببرمجتها لأداء المهام التي ينجزها الإنسان وتتطلب نوعا من الذكاء(تره، 2021، 14).
ويشير الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الآلة الرقمية على أداء المهام المرتبطة عادة بالكائنات الذكية، وتنقسم التقنيات المرتبطة به إلى فروع مختلفة، مثل رؤية الكمبيوتر، والكلام، والتعلم الآلي، والبيانات الضخمة، ومعالجة اللغة الطبيعية، ويؤدي نموها الهائل إلى تغيير متزايد في الطرق التي يتفاعل بها الناس ويتواصلون ويعيشون ويتعلمون ويعملون(Chiu etal., 2023).
وهو “العلم الذي يسعى إلى تطوير نظم حاسوبية تعمل بكفاءة عالية تشبه كفاءة الإنسان الخبير”، أي أنه قدرة الآلة على تقليد ومحاكاة العمليات الحركية والذهنية للإنسان، وطريقة عمل عقله في التفكير والاستنتاج والرد، والاستفادة من التجارب السابقة وردود الفعل الذكية؛ فهو مضاهاة عقل الإنسان والقيام بدوره”(تركي، 2023، 9).
ويعرف بأنه” فرعًا من فروع علم الحاسبات وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، والذي يهتم بطرق ووسائل صنع وتصميم أجهزة وآلات ذكية تستطيع التفكير والتصرف مثل البشر، وقت بمهام متعددة تتطلب ذكاء مثل التعلم، والتخطيط، وتمييز الكلام، والتعرف على الوجه، وحل المشكلات والإدراك، والتفكير العقلي والمنطقي، الآلات تفكر مثل البشر، بما يمكن أن يوصف بأنه “حاسوب له عقل”(المهدي، 2021).
وعرفها العتل والعنزي(2021، 32) بأنها” أحد العلوم التي تعتمد على الحاسوب وبرامجه بشكل رئيسي وأساسي، ويربط بين مجالات التعلم في الشبكة العصبية ويصنفها ويميزها ويوضحها، وهو تحول نموذجي يستخدم في بناء المعرفة، وله تأثير بشكل إيجابي على نجاح الطالب.
ويعرف الباحثون الذكاء الاصطناعي بأنه عبارة عن تطوير برامج الكمبيوتر والأنظمة التكنولوجية بحيث تكتسب القدرة على تنفيذ مهام تعتبر عادةً مميزة للعقل البشري، وتصميم أنظمة قادرة على التفكير واتخاذ قرارات بمثابة البشر، وذلك باستخدام تقنيات مثل تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية، ويستخدم في مجموعة واسعة من المجالات مثل التشخيص الطبي، والترجمة اللغوية الآلية، والتعلم الآلي، والروبوتات الذكية، والتحليل الضخم للبيانات، والكثير من التطبيقات الأخرى.
ثانيًا: أهمية الذكاء الاصطناعي
أجمع العديد من الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي بالعديد من المجالات ومن ضمنها مجال التعليم إذ تتسم تقنية الذكاء الاصطناعي بالعديد من السمات ومن ضمنها:استخدام أسلوب مقارن للأسلوب البشري في حل المشكلات المعقدة، معالجة البيانات الرمزية غير الرقمية من خلال عمليات التحليل والمقارنة المنطقية، احتضان المعرفة وتمثيلها، والبحث التجريبي والتعامل مع الفرضيات بشكل متزامن وبدقة وسرعة عالية(العتل والعنزي،2021).
وقد بينت(محمد،2021) بأن لتقنية الذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة في القدرة على تنظيم العلوم وفهمه، والقدرة على تحليل اللغة، والقدرة على فهم الصوت، وفهم وتحليل الصور والفيديو، وحل المشاكل، الإبداع، والتعامل العاطفي والمجتمعي، تحريك الروبوتات، والذكاء العام، كما أن له أهمية في شرح المواد الدراسية، وتقديم تغذية راجعة فورية على الإجابات، وتقديم النصح والإرشاد الأكاديمي للطلبة حول أفضل قسم يمكن الالتحاق به في الكلية او لدراسة مواد دراسية تتلاءم مع قدراتهم العقلية، الوصول لعدد كبير من الطلبة حيث يساعد في جعل الفصول الدراسية متاحة للجميع، خاصة إذا كانوا يتحدثون بلغات مختلفة أو يعانون من إعاقات سمعية.
كما أن للذكاء الاصطناعي في التعليم عدد من المزايا ومنها” إمكانية التعلم في أي وقت، تقليص المجهود والوقت المهدور، تقديم خيارات متنوعة استناداً إلى احتياجات الطلبة، التوجيه الافتراضي، إذ توفر منصات الذكاء الاصطناعي موجهين افتراضيين لمتابعة تقدم الطلبة خلال دراستهم والحصول على تعليقات وملاحظات فورية من المعلم الافتراضي(مختار،2022).
ويساهم الذكاء الاصطناعي في المحافظة على الخبرات البشرية المتراكمة بنقلها إلى الآلات الذكية، كما يعود الذكاء الاصطناعي بالنفع على الإنسان في العديد من الجوانب والمجالات من خلال قيام الحاسب الآلي بمحاكاة عمليات الذكاء التي تتم داخل العقل البشري؛ بحيث يصبح لدى الحاسوب القدرة على حل المشكلات المعقدة، واتخاذ قرارات سريعة وبأسلوب منطقي، وإمكانية تعليم وتطوير الذات من خلال برامج الذكاء الاصطناعي كآلات التعليم والمنطق والتصحيح الذاتي والبرمجة الذاتية(العجلان، 2022).
وأشارت تره(2021) إلى أن الذكاء الاصطناعي له أهمية كبيرة في تحسين الإنتاجية والكفاءة بشكل أسرع وأفضل وبشكل منسق، وفهم كميات هائلة من البيانات، إضافة إلى تحسين عمليات صنع القرار، وزيادة الذكاء البشري، حيث يمكن أن يعزز ذكاء الأشخاص بشكل جذري.
كما يقوم الذكاء الاصطناعي بحفظ الخبرات البشرية، وقد أدى تطور لغات البرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي إلى استخدام اللغات الطبيعية للإنسان حيث تساعد الحواسيب الذكية في القيام بالمهام الصعبة التي تصعب على الإنسان وتساعد في صنع القرار بعيد عن التحيز والعنصرية والأحكام المسبقة(سوالمة،2022).
ويستخدم أيضاً الذكاء الاصطناعي في التعليم، لتحسين جودة التعليم وتعزيز ثقافة التعلم بطرق متنوعة وجديدة وأكثر مواكبة للعصر الحديث، إذ أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يقلل من ظاهرة الغش، ويوفر فرص تعليم تتوافق مع كل طالب بشكل فردي، كما يتم من خلاله إزالة الحواجز والصعوبات في التواصل ويوفر حلولًا للطلاب بمختلف مهاراتهم، ويعزز من تجربة التعليم للطالب والمعلم، ويجعلهما أكثر معرفة بمهاراتهم بشكل أفضل، كما تعمل على تطوير الطالب والعمل على نقاط الضعف وتقوية نقاط القوةـ، وتقدم مرشد افتراضي يتابع تقدم الطلبة بشكل مستمر وتقديم التعليقات والتقييمات المطلوبة، وإذا كان هناك سؤال يدور في ذهن الطالب، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي سريعًا ما تجيب عليه، دون انتظار طويل، إضافة إلى أنها تضع بين يدي الطالب الكثير من المنصات التي تقدم دورات تدريبية وتعليمية من مختلف الدول مما تسهل التعليم لجميع الراغبين(هبة،2022).
ثالثاً: أهداف الذكاء الاصطناعي
يهدف الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى أنماط معالجة العمليات العقلية العليا التي تتم داخل العقل البشري، وفهم طبيعة الذكاء البشري لعمل برامج حاسوب قادرة على محاكاة السلوك الإنساني الذي يتميز بالذكاء، كما يهدف إلى تطوير برامج حاسوبية وتصميم أنظمة ذكية تساعد على حل المشكلات بإستخدام معالجة الرموز الغير خوارزمية(العتل والعنزي،2021).
كما يهدف الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم باعتماده في الأساس على مبدأ الاستدلال والاستقراء، والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات حتى مع عدم اكتمال أو توفر بعض البيانات الأساسية، إضافة إلى أنه يهدف إلى استيعاب طبيعة الذكاء البشري من خلال برامج وأنظمة حاسوبية قادرة على محاكاة الإنسان في حل مشكلة أو مسألة أو في اتخاذ قرار معين(المالكي، 2023).
وقد ناقش ممثلو الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بشأن الذكاء الاصطناعي والتعليم، في المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي والتعليم الذي عقد في بكين في الفترة من 16 – 18 أيار/مايو 2019، والذي تم من خلاله إصدار وثيقة تتضمن الهدف الأساسي للذكاء الإصطناعي، وهو التأكيد على النهج الإنساني في نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم لزيادة الذكاء البشري وحماية حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة من خلال التعاون الفعال بين الإنسان والآلة في الحياة والتعلم والعمل، من خلال التركيز على خمسة مجالات والتي تتمثل في( اليونسكو،2023)
- الذكاء الاصطناعي لإدارة التعليم وتقديمه.
- الذكاء الاصطناعي لتمكين التدريس والمعلمين.
- الذكاء الاصطناعي لتقييم التعلم والتعليم.
- تنمية القيم والمهارات اللازمة للحياة والعمل في عصر الذكاء الاصطناعي.
- الذكاء الاصطناعي لتقديم فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
وتوصل المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي الذي عقد في بكين لعدد من التوصيات والتي تتمثل في الآتي(اليونسكو،2023):
- تشجيع الاستخدام المنصف والشامل للذكاء الاصطناعي في التعليم.
- المساواة بين الجنسين و الذكاء الاصطناعي المنصف للمساواة بين الجنسين.
- ضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والقابل للتدقيق في البيانات والبرمجيات التعليمية.
- الرصد والتقييم والبحث.
رابعًا: تحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم
تواجه عمليات تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم العديد من التحديات والتي تتمثل في(تركي،2023):
- عدم توافق البيانات المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الواقع بين جمع البيانات والمخرجات المتأتية من البرامج الذكية، ذلك أنه ينطوي على خطر أن تؤدي عمليات جمع البيانات ومعالجتها إلى بناء شخصية افتراضية مشوهة أو غير صحيحة” من جوانب معينة، إذ يتم تزييف البيانات بسبب أخطاء الجهاز أوبواسطة حسابات وهمية أو برامج روبوت أخرى، والنتيجة في هذه الحالة ستكون بيانات مجزأة ومشوهة يتم جمعها ومعالجتها ودمجها في أنظمة التعلم.
- نقص التنوع في مجال بحوث الذكاء الاصطناعي وصناعته: حيث تسود حالة من نقص التنوع في مجال البحث والتطوير في هذا الحقل التقني، وكذلك في ثقافات مكان العمل التي تشكل صناعة الذكاء الاصطناعي.
- محدوديـــة الكفـــاءات التكنولوجيـــة.
- من ضمن التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي وتحد من نطاق القدرات هي مدى القبول الاجتماعي.
- البنية التحتية وير المستقرة و المتطلبات المادية العالية.
- بناء تطبيقات آمنة يكاد يكون مستحيلاً.
وقد أشار مختار(2022) إلى أن أحد التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الإصطناعي في مجال التعليم هو ندرة المختصين في تطوير مثل هذه البرامج والمنصات والحلول الذكية، سواء من ناحية الموارد البشرية أو الشركات المختصة في هذا المجال، إضافة إلى عدم القدرة على تحقيق التكافؤ بين الذكاء الإصطناعي من أجل التعليم والتعليم من أجل الذكاء الإصطناعي، وضعف إمكانية توفير هذه التقنية أو التكنولوجيا للجميع وخاصة في الدول النامية والفقيرة.
كما ذكرت فطاني(2020) عدداً من التحديات والتي تتمثل في:
- حدوث تطوُّر كبير في مجال التقنية والحاسبات، وبصفةٍ خاصَّةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي .
- النفقة الباهظة لاستخدام تقنية الذَّكاء الاصطناعي.
- تحتاج هذه التقنية لعاملين مُزوَّدين بمهارة وخبرة.
- اختلاف بعض المهن في التَّوسُّع باستخدام الذكاء الاصطناعي، لأنه سيُؤثِّر عليها بالسَّلب.
وقد لخصت العجلان(2022) بعض من هذه التحديات وهي كالآتي:
- نقص الكوادر المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
- قصور تقني في البنية التحتية.
- ارتفاع التكاليف المالية اللازمة لتطبيق الذكاء الاصطناعي.
- الحاجة إلى برامج كشف الفيروسات وتحديثها بشكل مستمر.
كما أشارت(إسراء،2022) بأنه على الرغم من إيجابيات الذكاء الاصطناعي العديدة إلا أن له بعض السلبيات، ومن ضمنها:
- إدمان التكنولوجيا.
- قلة التواصل بين الطلاب.
- ارتفاع نسبة البطالة.
- وجود مشكلات تقنية.
- وجود الكسل وقلة الإبداع بالنسبة للطلاب.
يتبين أنه من ضمن التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم هو انتشار ما يسمى بالجرائم الإلكترونية والتي انتشرت بشكل كبير خلال العصر الحالي والذي يسمى بالعصر الرقمي، كما أنه انتشرت العديد من القيم المجتمعية الغير صحيحة والتي لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، مما أدى إلى إنتاج جيل لا مبالي وغير منتج، جيل لا يتمسك بقيمه ومبادئ مجتمعه الصحيحة والإيجابية، إذ انتشرت بين هذه الأجيال ما يسمى بالتنمر، وقد يساعد تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى زيادة العديد من الجرائم الإلكترونية مثل الانتحال والسرقة وما إلى ذلك من الجرائم التي يجب على التربية الإعلامية مواجهتها.
المحور الثالث: دور التربية الإعلامية في مواجهة تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم
ظهرت العديد من المصطلحات التربوية المعاصرة في الآونة الأخيرة التي تهتم بالتوعية بإستخدام التقنيات التكنولوجية بالطرق السليمة والتي تهدف إلى الاستخدام الأمن لهذه التطبيقات والاستفادة منها وتجنب مخاطرها، ومنها والثقافة المعلوماتية والثقافة الرقمية والمواطنة الرقمية والتي تعني أن يفهم المتعلمين الموضوعات الإنسانية والثقافيـة والاجتماعيـة المتعلقـة بالتقنيـات وبالممارسات الأخلاقية والقانونيـة المتعلقة بها، وتشير هذه المصطلحات إلـى معرفـة واستخدام العديد من الوسائل الإعلامية، وهي في نفس الوقت تُشـير إلـى الفهـم الناقـد والأهداف الضمنية لهذه الوسائل الإعلامية؛ لذا فإن التركيز في طرح هذه الكفاية يجب أن يكون في اكتساب المهارات النقدية لها.
ويستخدم مفهوم الثقافة الرقمية مفهوم لتوصـيف تـدريس المهارات التقنية المرتبطة بالتعلم عبر الإنترنت، والقدرة على استخدام التقنيـات الرقميـة وأدوات الاتصـال والاتصال الشبكي من أجل الوصول إلى إدارة وتكامل وتقييم وإنشاء وتوصيل المعلومات بهدف وظيفي فـي ظل العالم الرقمي،أما مفهوم المواطنة الرقمية يقوم على إكساب الأفراد القدرة على استخدام التقنيات التكنولوجيا بأسلوب آمن وقانوني، ومسئول(حسن،2015).
وإن للتربية الإعلامية أهمية كبيرة في حماية المتعلمين وذلك من خلال تمكينهم من التفكير الواعي وكيفية استخدام المعلومات المتوفرة لديهم، وتوظيفها على النحو المطلوب وذلك من خلال متابعة البرامج التلفزيونية المقدمة، وكذا مختلف الحملات الإعلامية المقامة في مختلف المدارس والثانويات.
كما أن للتربية الإعلامية دور هام في مواجهة هذه التحديات وتتمثل بما يلي(مسلم وآخرون، 2017):
- مساعدة الطلبة على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية.
- تنمية مهارات التفكير الناقد والمشاهدة الواعية.
- حماية الفرد من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام المختلفة ومضامينها المختلفة، المرتبطة بما نعيشه في زمن العولمة والرقمنة.
- دعم الهوية الثقافية والمحافظة عليها.
- إكساب النشء وتزويدهم بكافة الخبرات اللازمة لمساعدتهم على الاستخدام الأمثل لوسائل تكنولوجيا الاتصال، ومواكبة التطورات بشكل مستمر.
يرى الباحثون أن التربية الإعلامية ذات أهمية في مواجهة التحديات التي قد تطرأ نتيجة تطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، فمن خلالها يتحسن الوعي التكنولوجي للطلبة والمعلمين، كما يتم تنمية المهارات الرقمية الضرورية لفهم واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، مما يساهم في تأهيلهم للاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، إضافة إلى فهم التأثير الاجتماعي والأخلاقي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وكيفية التعامل مع هذه التحديات بشكل أخلاقي ومسؤول، كما يمكن للتربية الإعلامية أن تدعم فهم الطلبة للمفاهيم الرئيسية والتقنيات المستخدمة في تقنيات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحسين جودة تفاعلهم مع هذه التقنيات، بشكل عام، تؤدي التربية الإعلامية دورًا رئيسيًا في تمكين الفرد من التعامل مع التحديات والفرص التي تأتي مع استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجال التعليم.
الخاتمة
يعد الذكاء الاصطناعي أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي ويمكن تعريفه بأنه قدرة الحواسيب الرقمية على القيام بأعمال معينة تشابه المهام التي تقوم بها الكائنات الذكية، ويهدف الذكاء الاصطناعي إلى الوصول إلى أنظمة تتمتع بالذكاء في الأجهزة الإلكترونية مثل الصحة والتعليم وغيرها وهو يعمل كسلاح ذي حدين(المناعي،2023)، إذ أن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم يواجه العديد من التحديات كما أن لها عدداً من السلبيات، ومن هذه التحديات من محدودية الكفاءات التكنولوجية ونص الكوادر ذو الخبرة في هذا المجال، وضعف في البنية التحتية، كما أنه مهما كانت التطبيقات آمنة إلا أنه يوجد ثغرة يتم من خلالها يتم تزييف البيانات أو المعلومات أو السرقة أو بما يسمى بالجرائم الإلكترونية المنتشرة بشكل كبير في العصر الحالي، وبالتالي يجب العمل على مواجهتها من خلال كافة أساليب والطرق التربوية، ومما لا شك فإن للتربية الإعلامية آثر كبير في مواجهة كافة هذه التحديات، لما لها أثر في توجيه الفرد للقيم والمبادئ الإيجابية والعادات الصحيحة، وتعزيز كافة المهارات المرتبطة بالتواصل والاتصال الاجتماعي، ففي عصر التفجر المعلوماتي والزخم الإعلامي وفي ظل التوسع المتزايد لدور وسائل الإعلام في التأثير على المجتمع بشكل عام والتلاميذ بشكل خاص أصبح من الملح أن تقوم المدارس والجامعات بدور فعال من خلال المناهج الدراسية لتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التقنيات الحديثة وخاصة تقنية الذكاء الاصطناعي، ولا يتعلق الأمر بالطبع بتحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول، لكن تزويد الأفراد المتعلمين بالمهارات التي تمكنهم من تفحص تلك الرسائل الإعلامية وإكسابهم استراتيجيات تحليل المحتوى الإعلامي بما يساعدهم على اتخاذ قرارات واعية اتجاهه، كما أن التربية الإعلامية تركز على العديد من المهارات ومن ضمنها التحليل والبحث والتأثر، والمشاركة الفكرية، والقدرة على إصدار الأحكام، والقدرة على التفاعل مع الأدوات التي تدعم القدرات الذهنية، والقدرة على التنقل في مجتمعات افتراضية متنوعة وتمحيص وجهات نظر متعددة، لذا فإنه من واجب الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها المؤسسات التعليمية أن تعمل على نشر الوعي والتربية والثقافة الإعلامية، فهي تعتبر اليوم عنصرًا حيويًا وهامًا من عناصر تكوين المواطن الواعي المستنير في هذا الفضاء المعولم، فمتى ما كان المواطن واعيًا بهويته وثقافته الأصيلة وملمًا بمجريات الساعة كان مؤهلًا لاستخدام أدوات الإعلام والاتصال بطريقة ناجحة وهادفة، وبالتالي تزيد قدرته في التعبير عن نفسه ووطنه وهويته بشكل مسؤول وملتزم، ومن الثمار الإيجابية التي تحققها التربية الإعلامية هي المشاركة الفعالة في تنمية المجتمع، فهي تمكن الأفراد من كافة فئات المجتمع من تقييم وتفسير وتحليل المضامين الإعلامية وتكوين آراء واتجاهات واعية نحوها، كما تمكنهم من أن ينتقلوا من مرحلة استهلاك المضمون الإعلامي إلى مرحلة إنتاجه بشكل فعال وهادف ومتميز.
النتائج
توصل الباحثين لعدد من النتائج، أهمها:
- لم يعد مفهوم الذكاء الاصطناعي مفهوماً جديدًا، بل أصبح يستخدم بشكل كبير في الحياة اليومية، إذ أصبحت التكنولوجيا والتطورات الحديثة تقدم العديد من الاختراعات وبشكل مستمر.
- يسهم الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام ومن ضمنها:اتخاذ قرارات سريعة وبأسلوب منطقي، وإمكانية تعليم وتطوير الذات من خلال برامج الذكاء الاصطناعي كآلات التعليم والمنطق والتصحيح الذاتي والبرمجة الذاتية، وتحسين الإنتاجية والكفاءة بشكل أسرع وأفضل.
- يسهم الذكاء الاصطناعي في نجاح العملية التعليمية من خلال توفير العديد من الطرق والوسائل ذات الفائدة، والتي تسهل من عملية التعليم وتوفير الوقت والجهد.
- يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم عدداً من التحديات مثل: ضعف البنية التحتية، نقص الخبرات والكوادر الفنية، مقاومة التغيير، ضعف المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا.
- تعد التربية الإعلامية ذات أهمية في مواجهة كافة التحديات التي تواجه المجتمعات، وبالأخص التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا والتطورات الحديثة.
- تسهم التربية الإعلامية في توجيه الفرد للقيم والمبادئ الإيجابية السليمة.
- تعزز التربية الإعلامية من قدرات الفرد وتعزز مهاراته المرتبطة بكافة التقنيات الحديثة.
التوصيات
من خلال الرجوع إلى الأدب النظري والدراسات السابقة، يوصي الباحثون بما يلي:
- العمل على نشر التوعية بكل ما يرتبط بتطبيقات وتقنية الذكاء الاصطناعي من قبل كافة مؤسسات التربوية والتعليمية، وذلك من خلال تعزيز دور التربية الإعلامية.
- تنظيم الندوات والدورات المرتبطة بالتربية الإعلامية وطرق مواجهتها لتحديات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
- إقامة المؤتمرات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتربية الإعلامية، والتعريف بكافة السلبيات والإيجابيات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجل التعليم.
- بسبب أن الموضوع ما زال حديثاً، فمن المرجو عمل العديد من البحوث والدراسات المرتبطة به للوصول إلى العديد من المقترحات والتوصيات التي تفيد المجتمعات كافة وخاصة المجتمعات العربية.
- استغلال الوسائل الإعلامية كافة لتوعية كافة أفراد المجتمع بتقنية الذكاء الاصطناعي لمواجهة المخاطر التي قد تنتج عنها وخاصة في مجال التعليم.
- إدراج مناهج مرتبطة بالتربية الإعلامية في المدارس والجامعات، وتضمين كافة القضايا التي تخص العالم والمجتمع والفرد، ومن ضمنها القضايا المرتبطة بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا، والعمل على تضمين كافة المفاهيم المدرجة في العصر الرقمي.
- عقد دورات لتعزيز الإعلام التربوي في ظل التحول الرقمي.
المراجع العربية
إسراء، عبد العزيز.(2022).إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم.استرجعت بتاريخ 27/8/2023 من الرابط التالي:https://7ayahdigital.com
تركي، جهاد.(2023).التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في تعليم الموهوبين وآفاقه المستقبلية.المجلة التربوية، 110، 2 – 37.
تره، مريم.(2021).تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتسريع في عملية رقمنة التعليم. مجلة الجامعة العراقية، 15(2)، 14 – 22.
حسن، أحمد.(2015).التربية الإعلامية، )ط.1). دار المعرفة للطباعة والنشر .
حلاوة، رحاب.(2022، يناير 26). تحديات تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم. استرجعت بتاريخ 4/8/2023م من: https://www.albayan.ae/expo/news/2022-01-26-1.4354478.
رضا، آسيا، وسيعود، ريمة.(2020). دور التربية الإعلامية في حماية المراهقين من مخاطر تكنولوجيا الاتصال الحديثة “دراسة ميدانية على عينة تلاميذ ثانويات -ولاية جيجل- المستخدمين للفيسبوك”. ]مذكرة مكملة لمتطلبات نيل شهادة الماستر في علوم الإعلام والاتصال غير منشورة[، جامعة محمد الصديق بن يحي.
سوالمة، محمد والسعيد، خليل.(2022). فاعلية تطبيق مبني على الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات التفكير المنطقي و الدافعية نحو تعلم مادة الحاسوب لدى طلبة الصف الثامن الأساسي.]رسالة ماجستير غير منشورة[. جامعة الشرق الأوسط.
عبد الحميد، عمرو.(2020).توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإعلامي وعلاقتها بمصداقيته لدى الجمهور المصري.مجلة البحوث الإعلامية، ع(55)، 2798 – 2860.
العتل،محمد والعنزي، إبراهيم والعجمي، عبد الرحمن.(2021).دور الذكاء الاصطناعي (AI) في التعليم من وجهة نظر طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت.مجلة الدراسات والبحوث التربوية، 1(1)، 30 – 64.
العجلان، عواطف.(2022). تطبيق الذكاء الاصطناعي في مدارس التعليم العام بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية (الواقع والمتطلبات والتحديات). مجلة الجامعة الإسلامية للعلوم التربوية والاجتماعية، ع(12)، 116 – 148.
عوف، مروة.(2021).التحديات التي تواجه التربية الإعلامية في مجال التعليم في ضوء التحول الرقمي.المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، 20(2)، 203 – 260.
فطاني، هانية.(2020).تحديات الذكاء الاصطناعي وتوظيفاته في التعليم.استرجعت بتاريخ 4/8/2023م من الرابط التالي: https://www.new-educ.com
المالكي، وفاء.(2023).دور تطبيقات الذكاء الإصطناعي في تعزيز الإستراتيجيات التعليمية في التعليم العالي(مراجعة أدبيات).مجلة العلوم التربوية والنفسية، 7(5)، 93 – 107.
محمد، هناء.(2021).مفهوم الذكاء الاصطناعي.مجلة دراسات في التعليم الجامعي.ع(52)، 573 – 587.
مختار، بكاري.(2022).تحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم.مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الاقتصادية، 6(1)، 286 – 305.
مسلم، محمود وعزيز، عبد السلام وجاب الله، أحمد.(2017).تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية.مجلة المعرفة التربوية، ع(9)، 167 – 190.
المناعي، شمسان.(2023، يوليو 1).محاذير استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. استرجعت بتاريخ 27/8/2023م من الرابط التالي: https://alwatannews.net/Opinion/article/1072679
المهدي، مجدي.(2021).التعليم وتحديات المستقبل في ضوء فلسفة الذكاء الاصطناعي.مجلة تكنولوجيا التعليم والتعلم الرقمي،2(5)، 98 – 140.
ناصر، نهى (2016) التربية الإعلامية ودورها في بناء شخصية المعلم، المجلة العلمية لكلية التربية النوعية، 1(6)، 797 – 822.
هبة، صبحي.(2022، ديسمبر20).الذكاء الاصطناعي في التعليم وأهميته في تطوير مخرجات التعلم.استرجعت بتاريخ 28/8/2023م من الرابط التالي:https://arblog.qorrectassess.coml
هلال، غفران وشعبان، يسرا ونجاحى، أمال.(2022).حوكمة الذكاء الاصطناعي ضمن أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان.مجلة دراسات(علوم الشريعة والقانون)، 49(4)، 126 – 138.
References
Abdel Hamid, A. (2020). Employing artificial intelligence applications in producing media content and its relationship to its credibility among the Egyptian audience(in Arabic). Journal of Media Research, (55), 2798 – 2860.
Al Mahdi, M. (2021). Education and the challenges of the future in light of the philosophy of artificial intelligence(in Arabic). Journal of Educational Technology and Digital Learning, 2 (5), 98 – 140.
Al-Ajlan, A. (2022). Applying artificial intelligence in public education schools in Riyadh, the Kingdom of Saudi Arabia (reality, requirements, and challenges) (in Arabic). Journal of the Islamic University for Educational and Social Sciences, 12, 116-148.
Al-Atl, M., Al-Anazi, I., Al-Ajmi, A. (2021). The role of artificial intelligence (AI) in education from the point of view of students of the College of Basic Education in the State of Kuwait(in Arabic). Journal of Educational Studies and Research, 1 (1), 30 – 64.
Al-Maliki, W. (2023). The role of artificial intelligence applications in enhancing educational strategies in higher education (literature review) (in Arabic). Journal of Educational and Psychological Sciences, 7 (5), 93-107.
Al-Mannai, S. (2023, July 1). Caveats of using artificial intelligence in education(in Arabic). Retrieved on 8/27/2023 AD from the following link: https://alwatannews.net/Opinion/article/1072679
Auf, M. (2021). Challenges facing media literacy in the field of education in light of digital transformation(in Arabic). Egyptian Journal of Public Opinion Research, 20 (2), 203-260.
Chiu. T., Xia. Q., Zhou. X.; Chai. C.& Cheng. M.(2023). Systematic literature review on opportunities, challenges, and future research recommendations of artificial intelligence in education. Elsevier Journal, 4, 1 – 15.
Fattani, H. (2020). Challenges of artificial intelligence and its uses in education(in Arabic). Retrieved on 8/4/2023 AD from the following link: https://www.new-educ.com.
Halawa, R. (2022, January 26). Challenges facing the integration of artificial intelligence into education(in Arabic). Retrieved on 8/4/2023 AD from: https://www.albayan.ae/expo/news/2022-01-26-1.4354478.
Hassan, A. (2015). Media Education(in Arabic), (1st ed.). Dar Al-Ma’rifa for Printing and Publishing.
Heba, S. (2022, December 20). Artificial intelligence in education and its importance in developing learning outcomes(in Arabic). Retrieved on 8/28/2023 AD from the following link: https://arblog.qorrectassess.coml
Hilal, G., Shaaban, Y., Najahi, Amal. (2022). The governance of artificial intelligence within the provisions of international human rights law(in Arabic). Journal of Studies (Sharia and Law Sciences), 49 (4), 126-138.
Israa, A.(2022). Pros and cons of artificial intelligence in education(in Arabic). Retrieved on 8/27/2023 from the following link: https://7ayahdigital.com
Mokhtar, B. (2022). Challenges of artificial intelligence and its applications in education(in Arabic). Forum Journal for Economic Studies and Research, 6 (1), 286 – 305.
Muhammad, H. (2021). The concept of artificial intelligence(in Arabic). Journal of Studies in University Education. (52), 573 – 587.
Muslim, M., Aziz, A., Jaballah, A. (2017). Developing awareness of media education in light of academic standards(in Arabic). Journal of Educational Knowledge, 9, 167-190.
Nasser, N. (2016) Media education and its role in building the teacher’s personality(in Arabic), Scientific Journal of the College of Specific Education, 1 (6), 797 – 822.
Reda, Asia, and Saoud, Reema. (2020). The role of media education in protecting adolescents from the dangers of modern communication technology: “A field study on a sample of high school students – Jijel State – who use Facebook.” (in Arabic). [A memorandum supplementing the requirements for obtaining a Master’s degree in Media and Communication Sciences, unpublished], Muhammad Al-Siddiq Bin Yahya University.
Sawalma, M., Al-Saeed, K. (2022). The effectiveness of an application based on artificial intelligence in developing logical thinking skills and motivation towards learning computer subject among eighth grade students(in Arabic). [Unpublished master’s thesis]. Middle East University.
Tarah, M. (2021). Applications of artificial intelligence and acceleration in the process of digitization of education(in Arabic).Iraqi University Journal, 15(2), 14-22.
Turki, J. (2023). Challenges facing the application of artificial intelligence in gifted education and its future prospects(in Arabic). Educational Journal, 110, 2 – 37.