الأسرةفي الواجهةمقالات قانونية

التواصل الأسري

 

إعداد الأستاذ:علي هرمي

التواصل الأسري

مقدمة:

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه المعين

فإني لا استطيع ان اخفي اغتباطي وسروري بهذا الوعي المتنامي لدى كثير من الناس بأهمية العودة إلى الاسرة بوصفها المحضن الأساسي لتربية الأجيال .وبوصفها المنبع الكبير للطمأنينة والسعادة والإستقرارشيئ وعظيم جدا ان يشعر الناس أننا نتعرض لغزو ثقافي في شكله لكن جبار ومخيف في مضامينه ونتائجه وشيئ عظيم جدا ان يشعر الناس بأنهم مسؤلون عن حماية ابنائهم ومن إعدادهم للمستقبل وان يبدلوا اكثر من الوقت والمال والجهد في سبيل ذلك.

هذا كله مبعث سرور لي ولكم ايضا ,لكن من الواضح ان لدينا نوعا من الفقر والعوز في فهم المبادئ والأساليب والوسائل التي يمكن ان تساعدنا في القيام بواجباتنا ومهماتنا الأسرية , إن كثيرين منا يخططون على نحو جيد لبيت الزوجية ويبدلون جهوذا مقدرة في الإنفاق على اولادهم وتوفير بيئة جيدة لنموهم وراحتهم ,لكن الذين يحاولون إمتلاك ثقافة تربوية جيدة قليلون جدا. وهم في العادة لا يلجأون الى المستشارين إلا حين تقع في بيوتهم مشكلة كبرى اوحين يشعرون ان ابنا ئهم سلكوا طريق الإ نحراف وبدأوا يخرجون عن سيطرتهم . نحن في هذه المحاضرة نود ان نقدم بعض لمفاهيم والأليات والأساليب التي تساعد الأسرة الأسرة على التواصل فيما بينها لأن التواصل هو الذي يمكنها بعد توفيق الله-تعالى من ان تكون اسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة وسنكون

مغبونين ان وجدنا اسرنا تدوب بين ايدينا مع ان هناك الكثير من الكتب والخبرات التي تساعدنا على الإحتفاظ بها خيرة وسعيدة وقوية

 

الفصل الأول : تقديم حول موضوع التواصل الأسري

الفقرة الأولى : تعريف التواصل الأسري

يمكن تعريف التواصل الأسري

بكونه الاتصال الذي يكون بين طرفين (الزوجين) أو عدة أطراف (الوالدين والأبناء) والذي يتخذ عدة أشكال تواصلية، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة.

 

 

ويعني التواصل في أبهى صوره ذلك التوحد بين الأفراد والتفاعل حتى يصبحوا أصحاب لغة واحدة ومفاهيم موحدة، أو على الأقل مفاهيم متقاربة.

 

وللتواصل أساليب وآليات تساعد على تحقيقه داخل الأسرة المسلمة، وبدونها يغيب هذا التواصل بين أفرادها لعدة أسباب تربوية واجتماعية ونفسية. فما هي المعوقات التي تعرقل سير عملية التواصل أو تكون سببا في انعدامها بالمرة، وما هي نتائج غياب التواصل الأسري على الزوجين وعلى الأبناء أيضا؟، ثم كيف يمكن لنا أن نصل إلى تحقيق تواصل كاف ليكون رافدا من روافد السعادة في بيوتنا؟..

 

لنتابع التحقيق التالي:

الفقرة  الثانية : المشاكل التواصلية

 

مشاكل “تواصلية”

لم يكن سعيد يعلم أنه بمراكمته للمشاكل الزوجية بينه وبين شريكة حياته سيفضي به يوما إلى حالة من اللا توافق التام بينهما، ليعرضا أولادهما الثلاثة لخطر التشرد.

كانت مشكلة هذا الزوج أنه لا يتحدث في المشاكل التي تحدث مع زوجته، بل يولجها في لا شعوره الداخلي ويبني عليها أحكاما وأوهاما وقرارات دون أن يُشرك زوجته في كل ذلك..وتمر الأيام لينعدم التواصل بشكل مؤثر بينهما، وفي كل مشكلة صارت تعترضهما، كان سعيد يستعيد كل ما مضى ليفرغ جعبته التي تحمل الكثير ويبقيها أمام زوجته، فصارت مشاكلهما مثل كرة الثلج التي تكون صغيرة ومع مرور الأيام وتدحرجها في الجبل تكبر وتكبر إلى أن تتضخم ولا يستطيع أحد إيقافها.

 

أما محمد فقد ترك لكثير من الأطراف الأخرى خارج أسرته إمكانية التدخل في ما يعترضه من مشاكل مع زوجته أو في شؤون تربيته لأبنائه، وصار لأسرة الزوجة خاصة أمها كل الحرية للتصرف في أمور خاصة بعيدة عنها، ولم يكن محمد ليجأ على الرفض بسبب ضعف شخصيته ثم بسبب قوة شخصية حماته، ففضل الزوج الصمت وغاب بذلك التواصل بينه وبين زوجته وبينه وبين أبنائه وبناته،

فكانت تربيتهم تتم بواسطة آلة التحكم عن بعد “الريموت كنترول” من طرف أسرة الزوجة.. وأضحت الأسرة على شفا حفرة من التشرذم والفراق بسبب عدم تحكيم آليات التواصل الجيدة منذ البدء، بدء تأسيس الأسرة..

 

ويحدث لأزواج آخرين أنهم لا يتحدثون مع أبنائهم إلا لماما، وغالبا ما يكون الكلام تقريعا أو تأنيبا أو أوامر، مما يجعل الأجواء الأسرية متوترة ومشحونة، قد يكفي تصرف صغير ليفجر الوضع داخل الأسرة بسبب الجهل الكامل بفوائد التواصل ومزاياه وعدم إدراك أهمية الحوار بين الوالدين وأبنائهم..

 

الفصل الثاني : دور الأسرةوواقع التواصل في الأسر العربيية

 أ):دور الأسرة

ويؤكد الدكتور الغالي أحرشاو، أخصائي تربوي ونفسي وعضة الهيئة الاستشارية للعديد من المنظمات العربية والمجلات المتخصصة، أن الأسرة كوسط اجتماعي يتفاعل فيه ما هو نفسي عاطفي بما هو معرفي تربوي، كانت وما تزال تحتل مكان الصدارة في مجال تلقين أسس الحياة وترسيخ مبادئ التفاعل وتعليم قواعد التواصل والحوار. فهي التي تُؤَمّنُ للطفل تفتقه الشخصي وتفتحه النفسي وتكيفه الاجتماعي عبر إشباع رغباته البيولوجية والعاطفية والاجتماعية والثقافية. وفي كنفها يتعلم الطفل قواعد الحوار وآداب التواصل، وفي ظلها يدرك حريته وحدوده ويميز بين حقوقه وواجباته…إلخ.

 

ويعتبر أحرشاو أنه بسبب أي خلل أو تَهَوُّر في أداء هذا الدور يكون مآله بدون أدنى شك الخصام والصدام والجفاء بدل التفاهم والتوادد والتكامل بين الوالدين ثم الضياع والتشرد والانحراف بدل النجاح والتكيف والاندماج بالنسبة للأبناء.

 

ب):واقع التواصل في الأسر العربية

ويشدد الخبير التربوي والنفسي أحرشاو على فكرتين أساسيتين لفهم المشهد الحقيقي لواقع التواصل الإنساني كما يمارس في ظل الأوساط الأسرية العربية بالخصوص:

 

* قوام أولاهما هي أن الأسرة عندنا ما تزال في الغالب غير مؤهلة لتقوم بهذا الدور التواصلي الذي يتجه بالمحيط الأسري، آباء وأبناء، إلى مصاف التفاعل الإنساني الحميمي المحكوم بمظاهر التفاهم والتكامل والمُؤَطَّر بأساليب التواصل الإيجابي والحوار البناء، وذلك لأسباب عديدة وفي مقدمتها:

– جهلها شبه التام لأساليب التواصل وأهميتها في تلقين الطفل مبادئ الحوار وآداب التعامل. فمعارفها حول سيكولوجية كفاءات الطفل التواصلية عادة ما تكون جد متواضعة. وأساليبها التربوية والتواصلية ما تزال مجرد مواقف مزاجية متذبذبة

 

وسلوكيات عشوائية متأرجحة وممارسات اعتباطية متناقضة، تحكمها في الغالب مظاهر المراوحة بين التسلط والتساهل أو بين النبذ والحماية المفرطة.

 

– افتقارها إلى مرجعية سيكولوجية ، وبالخصوص سيكولوجية الطفل التي تشكل الركيزة القوية لكل تربية أسرية صحيحة، وبالتالي ضعفها أو فشلها التام على مستوى أداء دورها التواصلي المطلوب في مجال تنشئة الطفل ورعايته.

 

* ومفاد ثانيتهما هي أنه صار من المألوف عندنا تحميل الأسرة جميع مظاهر التفكك والانحراف والضياع التي عادة ما تتضرر منها أطرافها الأساسية وبالخصوص الأب والأم والأبناء. فهي في نظر الكثيرين تشكل مصدر كل أنواع المشاكل والنواقص وكل أشكال الانحرافات والاضطرابات التي تصيب أو تحل بهؤلاء. في حين أنه نادرا ما يقال بأن السبب الرئيسي لكل هذه القلاقل لا يكمن بالضرورة في الأسرة، بل يعود إلى ظروف الفقر والعوز المادي والجهل والأمية والفاقة الثقافية…إلخ التي تحيط بهذه الأخيرة وتخترقها يوميا بدون أدنى مقاومة.

 

 

 

  • الفقرة الأولى :أسباب غياب التواصل بين الزوجين

ويعزو الباحث المتخصص في علوم التربية والنفس د. محمد الصدوقي في حديث لموقع “المسلم” الأسباب التربوية التي تعوق عملية التواصل بين الزوجين إلى غياب التربية على التواصل وقيم الحوار بين الجنسين في مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأساسية للمجتمع ( خاصة الأسرة، المدرسة..) وإلى سيادة بعض القيم والتمثلات التربوية السلبية التي تفرق وتميز بين الجنسين.

 

ويضيف الصدوقي بعض الأسباب الاجتماعية التي تعوق التواصل بين الزوجين، ومنها:

ـ خضوع الزوجين للضغوطات وللتبعية السلبية لأسرتيهما، حيث يتدخل أكثر من طرف في الشؤون الداخلية للأسرة، وتصبح أسرة الزوجين هي المحاور بدل التواصل المباشر بين الزوجين في أمورهما الخاصة وأمور أسرتهما.

 

ـ ضغوطات مسؤوليات وضروريات الأسرة، وخصوصا لدى الزوجين المنتمين اجتماعيا إلى الفئات الفقيرة والهشة ثقافيا،حيث يطغى العنف واللامبالاة في العلاقة مع الطرف الآخر.

 

ـ التنشئة الاجتماعية السلبية التي خضع لها الزوجين، والتي تكرس القيم والعلاقات الاجتماعية التي تشجع على ثقافة التواصل مع الآخر، و على الروح الجماعية في تدبير الحياة الجماعية المشتركة، و على التشبع بأخلاقيات التواصل الإيجابي والفعال مع الآخر(مثلا الأخلاقيات الدينية للحياة الزوجية).

 

  • الفقرة الثانية :عوامل غياب التواصل بين الوالدين والأبناء

 

 

أما العوامل التي تفضي إلى غياب التواصل بين الوالدين والأبناء في نظر الأخصائي المغربي فهي كثيرة يذكر منها ثلاثة أسباب رئيسة هي:

ـ عدم تربية وتعود الوالدين على قيم وثقافة التواصل، فيعيدا إنتاج ذلك مع أبنائهما.

ـ سيادة تمثلات وقيم سلبية تجاه الأطفال من طرف الراشدين (الزوجين)، كضرورة انصياع الأبناء لرغبات وقرارات الوالدين دون مناقشتهما في ذلك ( نموذج الابن “المرضي”)، وكون الأبناء صغيري السن (وقد يظلون كذلك حتى إن كبروا) وبالتالي فهم غير مؤهلين عقليا لكي نتحاور ونناقش معهم بعض الأمور، وكون الأطفال عامة مشاغبين وعنيدين ليس أمامنا سوى إخضاعهم وتربيتهم بصرامة، ولا مجال للتحاور معهم والخضوع لرغباتهم وأرائهم.

ـ ضغوطات العمل والمتطلبات الأسرية المرهقة للولدين، قد تجعلهما يهملان تتبع وتربية أبنائهما، وبالتالي ينعدم التواصل مع الأبناء في القضايا والحاجيات والمشاكل(التربوية والنفسية والاجتماعية…) التي تهم الأسرة ككل، أو تلك التي تهم الأبناء…

 

  • أ): التواصل بين التوهج والضعف

ويرى الأستاذ عبد السلام الأحمر، الخبير التربوي المغربي لدى عدة منظمات عربية وإسلامية، في حديثه لموقع “المسلم” أن الكثير من حاجات أفراد الأسرة تتحقق من خلال ما يسود بينها من تواصل شامل وعميق يجمع بين القول والفعل والشعور ويتدخل فيه الروح والجسم، فيتقوى كل طرف منهما بالطرف الآخر ويتبادل معه التأثير، مضيفا أنه ثمة وحشة في النفس البشرية لا يزيلها إلا الانغماس في أجواء الأسرة واستمرار التواصل بين أعضائها.فعندما يغيب الفرد عن الأسرة يرتفع شوقه إليها وتشتاق إليه إلى درجة افتقاد القدرة على احتمال معاناة الغربة والفراق، لكن هذا يحصل على قدر بلوغ التواصل مستوى جيد من القوة والسواء.

 

وتحدث الأحمر عن العلاقة الزوجية باعتبارها تمثل صورة للتواصل الجسمي والقولي والقلبي والفكري وتتأثر هذه العلاقة بكل تراجع يطرأ على أي تواصل من هذه الأنواع التي لا ينفك أحدها عن باقيها.

 

واعتبر الخبير التربوي أن هذه الأنواع ليست كلها على مستوى واحد في كل وقت ومرحلة وإنما تنتابها حالات من الضعف والوهن فتكون لذلك انعكاسات مباشرة على التواصلات الأخرى، وأخطرها التواصل القلبي الذي قد ينشط أي تواصل آخر أو قد يعرقله ويجعله يتدنى إلى أسفل. لهذا أعطى الإسلام ما هو قلبي فكري واعتقادي الأولوية على غيره من الجوانب الأخرى ففي القرآن الكريم:”

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم 21) وفي الحديث النبوي:” تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” (الشيخان) وأيضا:” لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ” (مسلم)، فعندما يكون الارتباط القلبي قويا ومؤسسا على وشيجة العقيدة الإيمانية والصلاح الاعتقادي والتعبدي والأخلاقي، فإنه يقلل من قيمة أي نقص يوجد في الجوانب الأخرى..فالزوجان مسؤولان عن تحسين ودوام التواصل بينهما حتى يتمكنا من تعرف كل منهما على مشاعر ومطالب ومعاناة صاحبه، فيتحرك على عجل

للتجاوب معها بما يخفف من ضغطها ويحد من آثارها، قبل استحكام الخلاف وانقطاع التواصل الأمر الذي من نتائجه أن يفتح الباب على كثير من التوتر والجفاء والتنافر.

 

  • ب ): تعطل التواصل..الواقع والعواقب

 

و يرصد عبد السلام الأحمر خطأ شائعا داخل الأسر؛ يكمن في توجيه كل طرف الاتهام إلى الطرف الآخر على أنه هو المسئول عن تعطيل التواصل وترديه، والبلسم الشافي لا يكون إلا باتهام كل طرف لنفسه عما يطرأ في الحياة الزوجية من فتور أو سوء تفاهم، وتقديم ما يلزم من التضحيات والتنازلات لاستمرار التواصل واستئنافه فور توقفه دون أي تراخ قد يحيله واقعا يشق تجاوزه.

 

وقال الأحمر أنه كلما تراجع التواصل بين الزوجين تقدم سوء الظن ليأخذ مكانه والعمل على إيقاف التفاهم تماما أو تدهوره في اتجاه تقويض العلاقة الزوجية انطلاقا من مشاكل بسيطة كان التواصل الطبيعي كفيلا بإرجاعها إلى حجمها الحقيقي، وعدم السماح لها بأن تنمو نموا سرطانيا قاتلا للتفاهم والوئام ومدمرا لكيان الحياة الزوجية.

 

أما بخصوص التواصل بين الآباء والأبناء فهناك، يردف الخبير التربوي، أوضاع راهنة في هذا العصر داخل الأسر قد تعيق التواصل وتحرم الأفراد من دفئه ومزاياه وعطاءاته النفسية والتربوية، منها سوء التعامل مع جهاز التلفزة الذي يستحوذ على وقت اجتماع الأسرة الشحيح، ويوجه اهتمامها إلى برامجه الجذابة، مانعا ومعرقلا للتواصل بين الآباء والأبناء.

ويضيف الأحمر عاملا آخر هو: انشغال الآباء طيلة اليوم بأعمالهم والتحاقهم بالمنزل في وقت متأخر من الليل وقد أضناهم التعب ومعاناة المواصلات، بحيث قد لايجد الوالدان في نفسيهما الاستعداد لسؤال الأبناء عن أحوالهم والانبساط إليهم في القول وولوج عالمهم الخاص بهم، مما يجعل بعض المشاكل الطارئة لدى الأبناء تنمو

 

ويشتد خطرها في غياب وعي الآباء بها نتيجة ضعف التواصل الأسري أو غيابه في فترات جد حرجة من حياة الأطفال والشباب.

 

ويكون من نتائج ذلك، وفق الخبير التربوي المغربي، لجوء الأبناء لتعويض التواصل الأسري المفقود بتواصل مع زملائهم في المدرسة أو أبناء الجيران، فيصبح لهم التأثير المباشر في تشكيل تصوراتهم وأخلاقهم على نحو قد يتعارض تماما والتنشئة السوية ولا يرضي الوالدين إطلاقا، فقد يصبحون عازفين عن الدرس والتحصيل، أو مدمنين على المخدرات أو متعاطين لبعض الجرائم والفواحش والعادات المفسدة للأمزجة والأبدان. ومن جهة أخرى فإن ضعف التواصل بين الأولاد والوالدين يفقد العلاقة الرحمية بينهما متانتها ومهابتها في نفوس الأبناء، فينعكس ذلك إلى عقوقهم للوالدين واتخاذهم وجهة معاكسة لما يتمناه الآباء، مما يؤشر بقوة على فشل ذريع للتربية الأسرية.

 

وآخه سبعا..

ويعتبر من جانبه الكاتب التربوي مصطفى سنكي في حديث “للمسلم” أن تدبير شؤون الأسرة أكبر من أن يتولاه أحد الأبوين، بل يقتضي تشاورا دائما وحوارا مستمرا من خلال جلسات للأسرة تناقش شؤون الأسرة مهما بدت بسيطة لتكريس الحوار في نفوس الأبناء سلوكا.

 

ويرى سنكي أن غياب الحوار والتفاهم بين الأبوين قد يؤدي إلى اعتماد مقاربات متناقضة في تربية البناء، كأن يلجأ أحدهما لأسلوب اللين، بينما يعتمد الآخر أسلوب الحزم، فيظهر الأبوان أمام الأبناء متناقضين فيتنازعان ويختصمان ـ وأحيانا بحضور الأبناء ـ وتضيع رمزيتهما التربوية.

 

وإذا كان الحوار بين الزوجين ضروريا وملحا، فإنه بين الآباء وبين الأبناء أكثر إلحاحا، لأنه يؤسس للثقة بينهما، ويساعد على تداول كل القضايا ـ مهما كانت حساسة ـ تبادلا للرأي أو بحثا عن حلول لما يستجد في حياة الأبناء، عوض أن يتكتم الأبناء ـ لا سيما البنات ـ عن همومهم، فتتفاقم وتتطور إلى حالات انحراف وخيمة العواقب.

 

ويضيف سنكي بالقول: إن إقامة حواجز بين الآباء والأبناء ـ باسم الحياء والوقار ـ خطأ تربوي فادح يحرم الأبناء من تجارب آبائهم في الحياة وتوجيهاتهم، مثلما يفوت على الآباء فرصة تتبع أبنائهم ومساعدتهم تذليلا لما قد يعترضهم من صعاب، وما أروع التوجيه النبوي لما دعا الآباء ليتآخوا ـ يتخـذونهم إخوة ـ مع أبنائهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم:”…وآخيه سبعا.”.

 

 

  • ج):وسائل إرساء التواصل الأسري

 

 

ومن أجل عدم الوقوع في كل هذه المشاكل التواصلية والأسرية والتربوية بسبب انعدام التواصل أو ضعفه بين الزوجين أو بين الوالدين مع أبنائهم، يجب نهج سبل تأسيس تواصل قوي وصادق.

 

ويبرز الدكتور محمد بولوز الباحث في الشؤون الشرعية والتربوية في حديث لموقع “المسلم” أن الحديث عن وسائل التواصل الأسري يفترض تحقق الرغبة الصادقة في ذلك، واستشعار أهمية الأمر من جهة سده لحاجات حقيقية لجميع أفراد الأسرة، وبكونه يدخل في التنشئة السليمة للأطفال، وترسيخ دعائم المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين، مضيفا أنه بقدر رسوخ الوعي بأهمية التواصل وفوائده التربوية والاجتماعية، بقدر ما ينبغي التفنن في إبداع الوسائل الموصلة إلى ذلك بل وتعلمها والاستفادة من تجارب الآخرين فيها.

 

ويحدد بولوز الخطوات الأولى لإرساء تواصل أسري من بينها: الحرص على حسن العشرة بالمعروف وكف الأذى حتى يشعر الجميع بالفائدة الملموسة للتواصل وبأنه لن يكون مناسبة للتقريع واللوم وكثرة الشكوى وغيرها من منغصات التواصل، والحرص على أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق، فيؤدي الآباء ما وجب عليهم تجاه الأبناء، ويبذل الأبناء ما فرض عليهم من واجبات الإحسان وتؤدي الزوجة حق زوجها والزوج حق زوجته ..

 

ويسترسل بولوز مبينا بعض وسائل التواصل الأخرى ومن بينها: العناية بإقامة الدين في الأسرة وصرح الأخلاق والحياة الجادة المنتجة لجميع أفرادها، فالتذكير بالصلوات الخمس تواصل، ومرافقة الأبناء إلى المسجد تواصل وبذل النصح في اللباس وعموم الآداب تواصل، وتحفيظ القرآن للأبناء تواصل، ومراجعة الدروس معهم تواصل، وتوريث الخبرات تواصل…

 

الكلمة الطيبة وعقد مجلس أسري

ويضيف الباحث المغربي أنه من آليات التواصل أيضا: بذل الجميع للجميع الكلمة الطيبة واختيار الألفاظ المناسبة وأدب التحية وإفشاء السلام وتزيين الوجه بالابتسامة واعتماد أسلوب الهدايا ولو كانت رمزية، واغتنام الفرص المناسبة للتقرب والتودد والتحبب كالأعياد والمشاركة في المسرات وكذا المشاركة الوجدانية في الأوقات العصيبة، وكذا الاجتهاد في تنويع وسائل إدخال السرور على نفسية الزوجة والأولاد بالخرجة والرحلة والجولة والاصطياف ومصاحبتهم لبعض التمارين الرياضية وتناول بعض الوجبات خارج

 

البيت كلما يسر الله الظروف والأحوال..ومن ذلك أيضا ـ وفق محمد بولوز ـ استثمار التباعد الذي قد يحدث بسبب سفر أو عمل بين أفراد الأسرة، بالرسالة أو الهاتف أو التواصل الالكتروني، فقد يوفق الإنسان للتعبير عن مشاعره أكثر مما يكون عند تقارب الأبدان..

ويردف الدكتور بولوز بالقول: “كلما قدر أفراد الأسرة على عقد مجلس أسري كل أسبوع أو حتى كل شهر للتداول في شؤون الأسرة المادية والمعنوية ومسح صفحة القلوب بشيء من العتاب اليسير والتسامح والتغافر وبعض المواد التربوية الخفيفة كشرح آية أو حديث أو مقطع من السيرة النبوية الشريفة أو قراءة ثمن أو ربع من القرآن الكريم أو سرد قصة هادفة أو شيء من النكات البريئة الهادفة..، كل ذلك ومثله يعمق التواصل والترابط..”.

سأتحدث في هده الفقرة عن دور الحوار في المؤسسة الأسرية

الفصل الثالث: دور الحوار في التواصل الأسري

الفقرة الأولى: ما الحوار

سوف نستغرب بعض الناس من هذا العنوان وسيقول ليس هناك بين إلا وفيه حوار يومي حوار يومي حول كثير من القضايا .فلماذا نطالب بها هو موجوذا

لا شكام كثير من الأسرتتحاور في اشياء كثيرة وبطريقة جيدة لكنها مع الأسف لا تشكل سوى نسبة ضئيلة.

بما ان  الناس ذووطبائع وادواق وطموحات مختلفة مما يعني ان تعاملهم مع كثير من شؤون الحياة سيكون مختلفا وهذا يعني انه لا بدمن تصادمهم وتعارض مواقفهم ولهذا فإنهم في حاجة الى الحوار لكنهم لا يتحاورون وإنما يتجادلون ويتناقسون ويناظر بعضهم بعضا .

الجدال والحوار لهما معنى واحد وهو مراجعة الكلام وتداوله هذا بقول سيئا ويبدي رأيه في شيئ فيرد عليه جليسه ويبدي رأيا مختلف فيقوم الأول بالدفاع عن رأيه .وبيان الخطأ الذي في كلام جليسه وهكذا……

-الفقرة الثالثة:   لماذا يجيب ان تحاور

إن الإختلاف في الأراء وفي الأدواق سنة من سنن الله تعالى في الخلق فكما انك لا تكاد تجد وجها يتطبق عاى نحو تام مع وجه اخر كذالك لا تجد شخصا يتطابق في عقليته ومشاعره ورغباته مع ما لدى شخص اخر .ولهذا فإن من حق الناس صغارا وكبارا ان يختلفوا مع بعضهم وحيث يكون الإختلاف حقا لبعض الناس فإن تقبله يكون مطلوبا من اناس اخرين ومن هنا وصف الله جل شأنه عباده المِؤمنين بقوله *وأمرهم شورى بينهم ومما رزقتهم*

– الشورى في الإسلام ليست في المجال العسكري والسياسي ولا في المجال العمل او نطاق الأسرة فحسب وإنما هي اسلوب حياة الصغيريسأل الكبير والكبير يسأل الصغير وكل منهما يسمع من الأخر وينصحه ويفاوضه ويجادله ويحاول ان يصل معهالى اي مشترك نعم هذا هو الشيئ الصحيح الذي يجيب ان نلمسه في كل مجالات الحياة ولعل اوضح أهمية الحوار بين افراد الأسرةوالأضرار التي تترتب على في قفدانهعبر المفرادات التالية:

– 1 التربية تفاعل بين الوالدين واولادهما وكلما اشتد دالك التفاعل على المستوى العاطفي الشعوري تأثر الصغاربمن يتلقون منه التربية حين يتكلم الطفل بأريحه يسأل اباه وأمه عن الأمور التي لا يعرفهاوحين يجد أن من السهل عليه أن يتكلم بصدق وصراحة عن طموحاته وتطلعاته وأرائه ومشكلاته وأحطائه.

– التربية كما دكرنا تفاعل ولا تربية من غير تفاعل والهذف من التربية بناء شخصية الطفل وإعداد للحياة او كما نقول تكبيره بسرعة حتى يستفيد من حياته الى الحد الأقصى.

 

 

 

 

 

 

الفهرس

المقدمة:1

الفصل الأول:تقديم حول موضوع التواصل الأسري

الفقرةالأولى :تعريف التواصل الأسري

 

 

 

 الفقرة الثانية : مشاكل “تواصلية

 

الفصل الثاني : دور الأسرة

 

واقع التواصل في الأسر العربية

 

الفقرة الأولى : أسباب غياب التواصل بين الزوجين

 

 

الفقرة الثانية:  عوامل غياب التواصل بين الوالدين والأبناء

 

 

أ):التواصل بين التوهج والضعف

 

ب ):تعطل التواصل..الواقع والعواقب

 

 

 

 

ج ):  وسائل إرساء التواصل الأسري

الفصل الثالث:دور الحوار في التواصل الأسري

الفقرة الأولى :ما الحوار

 

– الفقرة الثانية: لماذا يجيب ان تحاور

لائحة المراجع

-دكتور عبد الكريم دكار:التواصل الأسري

– محمد الصدوقي

– نعمة نرتشمان:التواصل مع الأبناء

– محمد بولوز

احرشاوي اخصائي في تربية الأبناء

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى