الاسم: عمر
اللقب: العربي دواجي
الشهادة: ماجستير، مسجل سنة ثانية دكتوراه
التخصص: قانون الأعمال المقارن
الرتبة: أستاذ مؤقت بجامعة الشلف
مقدمة
يعتبر الحق في حرية التعبير دعامة اساسية من دعائم الدول التي يتيحها النظام الديمقراطي ،فالانسان بطبيعته يسعى للتعبير عن ذاته وعن رايه في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ،الامر الذي يساهم في تكوين رأي عام قادر على مراقبة القائمين على الحكم بطريقة تحول دون انحرافهم ويقود ايضا الى تحقيق مصلحة المجتمع ككل ،لذا قيل أن حرية الراي و التعبير هي مباديء فعالة لتقويم المجتمع وكشف كافة الممارسات التي تنتهك الحقوق و الحريات ،فلعل ذلك ما جعل الامم المتحدة تقر أن هذه الحرية من الحقوق الانسانية التي كرست و لازالت تكرس المنظمات الدولية و الاقليمية جهودها من اجل حمايتها وتعزيزها .
بالرغم من الاهمية التي تحظى بها حرية الرأي و التعبير الا اننا نجد الدين الاسلامي و مختلف المواثيق و العهود الدولية لم تترك هذه الحرية مطلقة بل قيدتها بمجموعة من الضوابط و ذلك بغية حماية النظام العام و المصلحة العامة ،ومن تم فان الاشكالية تتحدد ببيان الاطار القانوني لحرية الرأي و التعبير وحدوده ؟ و للإلمام بالموضوع أكثر سيتم التعرض في المبحث الاول الى تحديد الطبيعة القانونية للحق في حرية الرأي و التعبير ،ومن ثم التطرق في المبحث الثاني الى القيود الواردة على هذا الحق.
المبحث الاول :الاطار القانوني لحرية الرأي و التعبير
تعد حرية الرأي و التعبير حقا انسانيا خالصا ،فلكل شخص الحق في تكوين معتقداته و أرائه و له أيضا الحق في التعبير عنها بكافة الوسائل السلمية،وهذا ما أكدت و أقرت عليها الشريعة الاسلامية ومختلف المواثيق و العهود الدولية.،وعليه سيتم التطرق في هذا المبحث الى العناصر الاتية :
-
حرية الرأي و التعبير في الاسلام
-
حرية الرأي و التعبير في المواثيق الدولية
المطلب الاول:حرية الرأي و التعبير في الاسلام
لاشك أن الشريعة الاسلامية كان لها السبق في وضع الاسس و القواعد المؤصلة لحقوق الانسان ،فإذا نظرنا الى كافة تلك الحقوق و الحريات التي نادت بها المنظمات الدولية الان لوجدناها تكرار لقواعد سبق وأن وضعتها شريعتنا منذ أكثر من خمسة عشر قرنا.[1]
تقررت حرية الرأي في الاسلام مع الايات القرآنية الاولى التي كانت تعيب على الناس اتباع الاباء و الاجداد بغير دليل،وتدعو لاستنارة العقول للتفكير الحر،و الاستقلال بالرأي القائم على تمحيص الاراء.كما ارسى الاسلام من خلال القران و السنة قواعد لحرية الرأي و التعبير سواء في الامور الشرعية او في الشؤون العامة و السياسية ،فمن بين هذه القواعد نذكر منها
-
قاعدة :”وأمرهم شورى بينهم“:
ينبغي افساح المجال لحرية الرأي و التعبير حتى يستطيع اهل الشورى ابداء أرائهم و ايصالها الى من يطلبونها ،وخصوصا الحكام و لا تستقيم الشورى ،و لا تؤتى ثمارها الصحيحة في جو لا يسمح فيه بحرية الرأي و التعبير ومكان يسوده القهر و االكبت[2]،فالإسلام لم يكتف بإقرار حرية الري و التعبير ،بل يحث المسلم عن الادلاء برأيه اذا رأى في ذلك مصلحة للأمة ،ولكن ضمن الاطر الاتية:
-
يجب على من استشير أن يشير بالحق و أن يدلي فيه برأيه فيما يعتقد جازما وهنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المستشر مؤتمن”:قال أيضا “اذا استشار احدكم اخاه فليشر عليه”
-
يجب على المسلم اذا وضح له حق في امر ،ان يدلي برأيه استجابة لأمر الله تعالى وعملا بواجب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،قال تعالى :”و المؤمنين و المؤمنات بعضهم أولياء بعض،يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر”[3]
-
حرية الرأي و التعبير في الشؤون السياسية :