في الواجهةوجهات النظر

الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مادة تجارية رقمية

مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي
         العديد من الاشخاص يمضون الكثير من الوقت على مواقع   التواصل الاجتماعي أو السوشال ميديا مثل الفايسبوك Facebook. وانستغرام Instagram و تويتر Twitter  ويوتيوب YouTube …وتستخدم هذه المواقع للتواصل بين الأشخاص ومشاركة اللحظات الجميلة معهم ومتابعة الأخبار أو قراءة المعلومات المفيدة أو مشاهدة مقاطع الفيديو هذه هي الغاية التي خلقت من أجلها هذه المواد الإعلامية الرقمية.
لكن  منذ ما يقارب أربع أو خمس سنوات الأخيرة على ظهور هذه الوسائل الرقمية ظهرت مادة تجارية جديدة يمكن تسميتها  الشهرة Bonne volonté لتتحول إلى مادة  تجارية عن طريق  ما يسمى بالبوز “bose”  كناية على شركة امريكية متخصصة في الصوتيات وباعتبار مواقع التواصل الاجتماعي هدفها الأول وقبل كل شيء هو التواصل بين الناس؛ لكن سرعان ما اخترقت التجارة الرقمية هذه المرة المواقع الاجتماعية التي اصبحت كل وسائل الإعلام والاتصال التقليدية تتربع على منصاتها من جرائد إلكترونية وقنوات إعلامية…
وأمام سيف المنافسة التجارية الذي خلقته  وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بفضل ايقوناتها المتطورة في نقل المعلومة ونشر الثقافة بين مختلف ابناء المعمور عبر قنوات وجرائد إلكترونية أو مواقع الكترونية حرة(اي ملكية خاصة) تتسابق فيما بينها في نشر المعلومة ليس من أجل تنوير الرأي العام ونشر ثقافة القيم تتماشى مع عصر الثورة الرقمية لذلك يلاحظ اليوم عدم هيكلة وتاطير هذه المواقع الاجتماعية الشيء الذي دفع معظم هذه الفضاءات الإعلامية الرقمية تبحث عن البوز”bose”  قصد الحصول على اكثر المشاهدات لجني العملة الرقمية _الصعبة_  الأمر الذي دفع أرباب هذه المواقع الاجتماعية إلى التخصص في مادة معينة ثافهة من قبيل نشر الشطيح والرديح أو السب والقدف في أعراض الناس أو نشر العدمية خاصة في المجال السياسي و الاجتماعي، بحيث يتم اهام الجميع من خلال ما يتم نشره إنه من أجل النضال لكن الحقيقة هي من أجل جني الأموال على ظهر الخصوم السياسيين بمفهوم التواصل الاجتماعي وليس بمفهوم السياسة، وكذلك التخصص في نشر الفضائح ليس من أجل التشفي بل من أجل جلب العملة الصعبة.
انظر ايضا
إذن ما يمكن ملاحظته أيضا  من خلال البحث الذي قمنا به حول هذه المادة الإعلامية الرقمية هناك عدم قابلية التطرق إلى المواضيع الهادفة مثل نشر ثقافة القانون وخلق فرص التشغيل والثقافة وقضايا الإقتصاد التضامني والخروج من أزمة البطالة…….
والسبب في ذلك يرجع الى عدة عوامل من بينها ان المواضيع المميزة والهادفة لا تحصل على المشاهدات في الغالب الأعم 1000vu بالمقارنة مع المواضيع التافهة أو الرديئة التي لا تفيد في اي  شيء وعلى سبيل  المثال  في هذا الإطار الرقص والكلام الساقط والنشر الفضائح …. تحصل على ملايين المشاهدات.
هذا كله يرجع إلى تضبع المجتمع أمام الحرب الإعلامية التي انسفت القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية والثقافية أمام سخرية المجتمع وسيطرة المال على المبدأ.
ان هذه المواقع الاجتماعية كشفت عن منظومتنا الاجتماعية بحيث   أجابت  لنا عن الأسئلة  المهمة وهي  هل المجتمع واعي أم لا وما هو ميوله الاجتماعي والثقافي  وكيف يفكر أصلا ؟
#بقلم محسن بوعسرية

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى